جمال الغيطاني الأخبار : 01 - 12 - 2011
لا أصدق أن قناص العيون هارب، وأن وزارة الداخلية لا تعلم مكانه، كيف يتم الإعلان عن التحفظ عليه، وتحديد إقامته في مكان سيادية، أي أنها مؤسسة أو هيئة فوق المؤسسات التقليدية، هذا التعبير الغامض يطلق علي الوزارات الأربع الأساسية، واجهزة الأمن الكبري، ولي عودة إلي هذه المصطلحات، لكنه المهم دلالة هذه التصريحات حول اختفاء الضابط قناص العيون، واضح أن الداخلية تحمي رجلها. تحمي تشكيلاتها السرية، أو تلك المتخصصة في قتل المدنيين، هذا الضابط صغير الرتبة لم يخرج من تلقاء نفسه، لم يحمل بندقتيه الدقيقة، حديثة الصنع من بيته، إنما تدرب عليها طويلا، وتلقي الدورات، ويتبع ضابطا أعلي منه، إنه ليس بمفرده، له زملاء، وهؤلاء ليسوا فرادي، إنما تشكيلات، ولو عوقب فسيكون ذلك إلهاء للرأي العام، ولكن سيؤدي ذلك إلي ردود فعل بين أمثاله، سلبية بالتأكيد، الداخلية تحمي رجلها، وقد تجري له جراحة لتغيير معالم الوجه، وقد يتغير اسمه ويلحق بمهنة أخري، لكن المشكلة ليست في شخصه، ليست متعلقة بفرده، إنما متصلة بمفهوم فاشي للأمن، وسائل مواجهة المظاهرات في العالم المتحضر معروفة، لا يوجد بينها الاغتيال الخسيس القائم علي اصطياد البشر مثل الكلاب الضالة، واستهداف عيون الشباب الذين خرجوا يتظاهرون سلميا ومن أجل أهداف نبيلة. تعقب الثوار لهذا القناص القاتل رد فعل مشروع إذا لم يحاكم ويعاقب، لكن المحاكمة كما ذكرت لابد أن تشمل نظاما ومفهوما للأمن يجب استئصاله، أعني مفهوم القتل للمتظاهرين، للمدنيين يجب حل فرق الموت في الداخلية وغيرها، يجب وقف تدريس قنص العيون، واستهداف البشر بما يؤدي إلي إحداث عاهات كبري هذا مفهوم جديد. مستحدث بدأ في زمن الرئيس السابق، لم يقدم علي مثله الاستعمار الاجنبي. المشكلة ليست في الشناوي كفرد، المشلة في منظومة القتل التي يجب استئصالها فورا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق