الخميس، 29 ديسمبر 2011

مصابو مجلس الوزراء المصري: من لم يمت بالرصاص .. قُتل بالإهمال والتعذيب

40145.jpg
طباعة التعليقاتالشرق
القاهرة – جمال إسماعيل
توفي الشاب عمرو محسن أثناء عرضه على نيابة جنوب القاهرة، ومات محمد مصطفى في مستشفى الهلال بعد أن تُرِك ينزف ثلاث ساعات، وغيرهما من المصابين قيدوا بالسلاسل في الأسرّة داخل المستشفيات، وأموات أخذت بصماتهم ليصبحوا متهمين.هذه كانت حال مصابي أحداث مواجهات مجلس الوزراء في مصر، بعد قمع قوات الشرطة والجيش لهم حتى داخل المستشفيات، الأمر الذي دفع «جبهة الدفاع عن متظاهري مصر» للتقدم بأربعة بلاغات ضد ما أسمته «وقائع التعذيب والإهمال الطبي في المستشفيات والاختفاء القسري والاحتجاز دون وجه حق لمصابي أحداث مجلس الوزراء وشارع قصر العيني».من جهته، قال نائب رئيس الطب الشرعي الدكتور أيمن الرفاعي لـ»الشرق» إنه شاهد أشخاصاً من الأدلة الجنائية يقومون بأخذ بصمات من أصابع قتلى مواجهات مجلس الوزراء، وطباعتها على أوراق تحمل اسم «نموذج متهم» فقام بطردهم، وطلب منهم أن يأخذوا البصمات على ورق عادي، وأوضحت والدة الشهيد تامر الشيخ «أنهم (موظفو الداخلية) يقومون بأخذ البصمات على أنموذج متهم، ليصدروا أوراقاً تتهم القتلى بأنهم بلطجية».

الأطباء يتركون المرضى للموت

وأتت وقائع وفاة طالب الهندسة في جامعة عين شمس، وبطل التنس محمد مصطفى الذي توفي بسبب الإهمال الطبي في مستشفى الهلال، بعد تركه ثلاث ساعات ينزف دون تدخل من الأطباء، لتنتشر حالة من الغضب العارم بين أوساط المصريين، وقالت ميادة شقيقة محمد لـ»الشرق» إنهم «عاملوا محمد معاملة سيئة جداً، وكان المفروض أن تجرى له عملية بسرعة، لأن حالته كانت حرجة، والأطباء الثلاثة بالمستشفى كانوا نائمين في العناية المركزة، أما نائب المدير فاكتشفت أنه نائم في منزله، وكانت الأدوية غير موجودة، فاشترت ثماني حقن لوقف النزيف، ثمن الواحدة منها خمسة آلاف جنيه مصري»، وتابعت «لكن الأطباء في المستشفى تعاملوا مع حالة أخي على أساس أنها مسألة وقت ويموت، وأنه لا داعي لبذل أي جهد لإنقاذه»، وأوضحت أن الأطباء أعطوه حقنة واحدة لوقف النزيف، وفي المرة الثانية قالوا إنه لا داعي لحقنه بأي شيء فهو سيموت على أية حال، وتركوه على حالته لمدة ثلاث ساعات حتى فارق الحياة. وقال مصطفى السيد والد محمد إن هناك «نغمة في الإعلام الرسمي» كانت تكرر أن كل الموجودين في محيط مجلس الوزراء بلطجية، وأضاف «هذا غير حقيقي، لأن معظم الشهداء كانوا من المتعلمين والمثقفين والمؤمنين بالثورة المصرية». مشيراً إلى «أن ابنه شارك في الثورة منذ يوم 8 فبراير، لأننا كنا خارج مصر، وبعد التنحي بدأ ينزل على فترات متقطعة، وكان من المفروض أن يكمل محمد دراسته في كلية الهندسة في أمريكا، وكانت أوراقه جاهزة للسفر لكنه قضاء الله».وقال صديق محمد مصطفى، الشاهد على وفاته، المحامي جون عدلي جرجس «قررت أن أحرر محضراً بنقطة مستشفى الهلال ضد الإهمال الطبي بالمستشفى، إلا أن الضابط رفض، ولم يوافق إلا بعد إلحاح شديد»، مؤكداً «أنه لن يترك حق محمد الذي ترك وراءه ثلاث أخوات فقط، لأنه غضب من رؤية النساء يسحلن في الشوارع».

ضرب وتعذيب وتقييد في المستشفى

ولعل إحدى أكبر القضايا التي تشغل الرأي العام في مصر الآن هي قصة المعيدة بكلية التربية في جامعة بنها «هند بدوي» ليس فقط لأنها تحملت السحل والضرب والتعذيب من الشرطة العسكرية في أحداث مجلس الوزراء، لكن أيضاً لأنها الفتاة التي رفضت أن تقبل المواساة من رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، المشير حسين طنطاوي، الذي زارها أثناء تلقيها العلاج في مستشفى كوبري القبة العسكري، حيث صرخت في وجهه، فاضطر إلى الخروج مسرعاً مع حرسه دون أن ينطق بكلمة.وانتقلت هند من مستشفى القبة إلى مستشفى «سيد جلال» الجامعي بعد معاملة سيئة، حيث تقبع هناك مقيدة بالسلاسل إلى سريرها، بتهمة إتلاف منشآت والتحريض ضد الأمن، وفيما ترفض أسرتها الحديث عنها، تمنع الشرطة الحديث معها في المستشفى.وقالت محامية بمؤسسة «حرية الفكر والتعبير» فاطمة سراج «إن هند ورغم إصاباتها الشديدة كانت مكبلة بالقيود وعليها حراسة مشددة من أفراد الشرطة العسكرية، وذلك عند نقلها من مستشفى القبة إلى مستشفى جلال، عقاباً لها على رفض مواساة المشير»، أما الناشط السياسي بحركة «6 إبريل» حاتم غنيم فأكد أنه شاهد هند وهي تنقل من المستشفى بواسطة كرسي، وفي سيارة عسكرية بدلاً من سيارة إسعاف، مضيفاً «عندها فقط شعرت بالقهر والعجز».
أحد المصابين في عينه (تصوير: أحمد حماد)

أحد المصابين أثناء نقله ينزف

طبيب يعالج أحد المصابين

مصاب بكدمات شديدة في الرأس



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق