الثلاثاء، 27 ديسمبر 2011

الدبابات تطلق آخر ذخائرها على حمص قبيل وصول البعثة العربية

الدبابات تطلق آخر ذخائرها على حمص قبيل وصول البعثة العربية

02-02-1433 12:39 PM
عاجل(وكالات)-


قال سكان إن الدبابات الحكومية قصفت احياء في حمص الاثنين فقتلت اكثر من 30 شخصا بينما وصل مسؤولون عرب الى سوريا لمراقبة مدى التزام دمشق بخطة سلام تهدف الى انهاء حملة على انتفاضة ضد الرئيس بشار الاسد.

ووصل 50 مراقبا وعشرة مسؤولين اخرين من الجامعة العربية من مصر على طائرة خاصة وهو اول تدخل دولي على الارض لانهاء تسعة اشهر من العنف بين القوات الحكومية ومعارضي الاسد.

ومن المقرر ان يزور بعض المراقبين الثلاثاء حمص التي شهدت اسوأ اعمال العنف حيث لم تظهر أي بادرة تشير الى أن دمشق تنفذ الخطة التي اتفقت عليها مع الجامعة العربية لوقف هجومها.

واظهر تسجيل مصور بثه نشطاء على الانترنت ثلاث دبابات في الشوارع قرب مبان سكنية في حي بابا عمرو. وأطلقت احداها مدفعها الرئيسي بينما كانت دبابة ثانية تطلق قذائف مورتر فيما يبدو.

وأظهرت اللقطات جثثا مشوهة وسط برك من الدماء في شارع ضيق. وسقطت اعمدة الكهرباء وانفجرت سيارات واحترقت كما لو كانت قد تعرضت للقصف بقذائف مدافع دبابات أو مورتر.

وقال مواطن يدعى فادي يعيش قرب حي بابا عمرو "ما يحدث مجزرة". وقال ان الحي يتعرض للقصف بقذائف المورتر ونيران الرشاشات الثقيلة.

ويطغى تمرد مسلح في سوريا بشكل متزايد على الاحتجاج السلمي ويخشى كثيرون أن تنزلق سوريا الى حرب طائفية بين الاغلبية السنية وهي القوام الاساسي لحركة الاحتجاج وبين الاقليات التي ظل أغلبها مواليا للحكومة وخصوصا الطائفة العلوية الشيعية التي ينتمي اليها الاسد. واشتد القتال في حمص منذ تفجيرين انتحاريين وقعا في دمشق الجمعة وأسفرا عن مقتل 44 شخصا.

وذكرت شبكة للنشطاء ان قوات الامن قتلت اربعة منشقين عن الجيش في بلدة قرب حدود تركيا بينما ذكرت وسائل الاعلام الرسمية ان تسعة جنود قتلوا في حمص دفنوا.

وقال فادي عن طريق برنامج سكايب للاتصال من خلال الانترنت ان السكان والمقاتلين باتوا محاصرين بسبب الخنادق التي حفرها الجيش حول الحي في الاسابيع الاخيرة.

واضاف "هم يستفيدون من الخنادق. فالمواطنون والمسلحون والمنشقون عن الجيش لا يستطيعون الفرار. كان الجيش يضغط على المنطقة على مدى اليومين الاخيرين".

وذكر سكان اخرون ان المقاتلين لا يزالون قادرين على تكبيد الجيش خسائر.

وقال ساكن في حمص لم يذكر من اسمه سوى محمد حرصا على سلامته "العنف من الجانبين بالطبع. رأيت سيارات اسعاف تنقل جنودا مصابين تمر أمام نافذتي في الايام الاخيرة. يصابون بالرصاص بشكل ما".

ويدافع عن أجزاء من حمص الجيش السوري الحر الذي يتألف من منشقين عن الجيش السوري النظامي يقولون انهم يحاولون حماية المدنيين.

وقال الناشط يزن حمصي لجماعة افاز المعارضة من حمص "هناك عدد كبير من القتلى والجرحى. من الصعب جدا الوصول اليهم وعلاجهم بسبب القصف الشديد في شتى انحاء الحي".

ووثق المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا أسماء الاشخاص الذين ورد أنهم قتلوا في اشتباكات الاثنين وذكر ان ثلاثة اشخاص قتلوا على مشارف حماة شمالي حمص حيث أطلقت قوات الامن النار على محتجين.

وقال ان عشرة على الاقل وربما عشرات من المقاتلين المتمردين قتلوا في اشتباكات مع قوات الامن في دوما احدى ضواحي دمشق. وقدر رقما مماثلا لعدد القتلى في الجانب الحكومي.

واضاف ان انفجارات وقعت في دوما حيث اشتبك الجيش مع مقاتلين متمردين.

وتمنع سوريا معظم الصحافيين الاجانب من العمل فيها منذ بدء الاحتجاجات وهو أمر يتعذر معه التحقق من الانباء الخاصة بالاحداث على الارض.

ووصل رئيس بعثة المراقبين الفريق أول الركن مصطفى الدابي وهو سوداني الى دمشق السبت.

وقال ان "الاشقاء السوريين يتعاونون بشكل جيد وبدون اي قيود حتى الآن".

لكنه أضاف ان القوات السورية ستوفر النقل للمراقبين وهو تحرك ربما يغضب المعارضة المناهضة للاسد ويطلق شرارة اتهامات بالرقابة على عمل المراقبين.

وستقسم الدفعة الاولى من المراقبين الى خمسة فرق كل منها يضم عشرة مراقبين وستتوجه الى خمسة مواقع مختلفة. ومن المتوقع ان يحاول من يذهبون الى حمص الثلاثاء تقييم ما اذا كان الاسد سحب الدبابات والقوات من ثالث اكبر مدينة سورية كما وعد.

وقال المراقب محمد سالم الكعبي من الامارات العربية المتحدة ان المراقبين سيبلغون الجانب السوري بالمناطق التي سيزورونها في اليوم نفسه لكي لا يكون هناك مجال لتوجيههم او لقيام اي من الجانبين بتغيير الوضع على الارض.

والمهمة التي كلفت بها البعثة هي التأكد من ان الحكومة السورية تنفذ المبادرة العربية بسحب جيشها من المدن والافراج عن السجناء والسماح لوسائل الاعلام العربية والدولية بدخول البلاد.

وعلى الرغم من مشاهد الشوارع المدمرة يعرض التلفزيون السوري باستمرار مشاهد من مناطق اخرى في المدينة التي يسكنها مليون نسمة تبدو هادئة.

وتقول الامم المتحدة ان ما لا يقل عن خمسة الاف سوري قتلوا منذ بدء الاحتجاجات في مارس/اذار ويقدر أن ثلث القتلى سقطوا في حمص والمناطق المحيطة بها.

وتلقي السلطات السورية باللائمة في العنف على اسلاميين مسلحين مدعومين من الخارج تقول انهم قتلوا ألفين من الجنود وأفراد الامن هذا العام.

وبعد ستة أسابيع من تعطيل الخطة العربية وقعت سوريا بروتوكولا هذا الشهر للسماح للمراقبين بدخول البلاد.

وخلف الاسد البالغ من العمر 46 عاما والده عام 2000. ويرد على النداءات الشعبية له بالتنحي بمزيج من القوة والوعود بالاصلاح حيث اعلن عن انهاء لحالة الطوارئ وتعهد باجراء انتخابات برلمانية في فبراير/شباط.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق