الاثنين، 31 أكتوبر 2011

اعتمد على الوجبات الجاهزة.. ولم يوجد بثلاجته سوى فلفل وليمون القذافي عاش في بيت متواضع بلا كهرباء في أيـامه الأخـيرة




القذافي عاش حياة بائسة في لحظاته الأخيرة. أ.ف.ب
دبي : الإمارات اليوم قضى العقيد الليبي الراحل، معمر القذافي، ايامه الأخيرة في منزل من طابق في حي للطبقة الوسطى في مدينة سرت التي ترعرع فيها، وهو ما يعكس فرقا شاسعا بين القصور الفاخرة التي كان يعيش بها في السابق، وهذا المنزل البسيط الواقع في شارع «كولمبيا 36»، ولم يكن بالمنزل كهرباء، وكان العقيد يعيش على الوجبات الجاهزة. ولم يترك ذلك الرجل الذي حكم البلاد 42 عاما ،حين غادر المنزل للمرة الاخيرة ليلاقي حتفه، سوى صورة كبيرة معلقة على الجدار، يبدو بها في زي قائد البحرية. يقول احد قادة الثوار، عادل حسين ساتي «كان القذافي يختبئ هنا بانتظار ان يخلو المكان من السكان». ويضيف انه قبل ان يستقر في ذلك المنزل كان يتنقل دائما بين المنازل التي هجرها اقاربه ومؤيدوه، ويقول محمد علي، احد الجيران «كنا نعرف انه يقيم هنا لأن حرسه كان ينام في الخارج».

احد الثوار، الذي تجول مع مراسل «صنداي تايم» في ذلك المنزل، التقط من الارض صدرية حريرية مطرزة بنية غامقة اللون مقياس (54)، وكانت بجانبها ربطة عنق مصنوعة يدوياً موشاة بخطوط ذهبية، وبعض القمصان الإيطالية الصنع، وقال «القذافي وحده من يلبس مثل هذه الملابس».

لم يكن القذافي ينعم سوى بالقليل من السلام منذ انتقاله الى هنا مع ابنه المعتصم، الذي كان يقود القوات الموالية للحكومة الليبية خلال المعارك الاخيرة مع الثوار، واصيب تقريباً كل منزل في المنطقة بقذيفة او شظية. وعاش القذافي حياة بائسة في ايامه الاخيرة تحت الحصار. وكانت ملابس الجيش الخضراء تغطي غرفة الجلوس، حيث توجد ألحفة متراصة فوق بعضها كانت تستخدم لنوم الموالين له. وفي المطبخ تكدست اكوام من الصناديق الورقية لمعجون الطماطم وقناني زيت الطعام الفارغة، واغلفة الوجبات السريعة والشاي. وفي داخل الثلاجة لم يكن يوجد سوى فلفل احمر وبعض الليمون. ترك القذافي ذلك المنزل في صباح الخميس الماضي، في رتل مكون من 72 سيارة، وتعرض مباشرة للنيران الجوية من قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتعرض لإطلاق نار في رأسه في ما بعد. جبريل أبوشرف، احد المدافعين عن القذافي، يروي لإحدى وكالات الانباء من داخل معتقله قائلاً «كنت اعد طعام الافطار لبقية زملائي عندما اخبروني فجأة بأنهم سيغادرون المكان»، ويضيف انه «استقل سيارة مدنية وانضم لمؤخرة الرتل وحاول الرتل الهروب عبر الطريق الساحلي لكنهم تعرضوا لنيران كثيفة لذلك غيروا طريقهم».

وحاول الرتل اقتحام احد مواقع الثوار، الا ان طائرات «الناتو» تمكنت من تدمير 11 سيارة، واحترق الكثير ممن كانوا في الرتل حتى الموت. يقول جبريل «كل ما كنت اشاهده امامي لم يكن سوى اشلاء بشرية منتشرة ودخان كثيف وحطام متساقط».

انفصل الرتل وتوجهت 20 سيارة الى الجنوب الغربي، كانت سيارة القذافي ضمنها، وكان من السهل ان ترصدها طائرات «الناتو» وتضربها. تمكن القذافي من النجاة من تلك الضربة ومعه داؤود منصور وابوبكر يونس جابر وزير دفاعه، ويبدو ان مجموعة من الأشجار على الطريق شكلت لهم بعض الحماية، ثم انهم اختبأوا داخل مجرى للمياه تحت الطريق. يقول داؤود «كنت مع القذافي ويونس واربعة جنود اخرين» اصيب داؤود بطلقة في ظهره وغاب عن الوعي، لذلك لم يشهد الفصل الأخير من نهاية القذافي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق