الثلاثاء، 24 أبريل 2012

الخلفاء .. أبو بكر وعمر وعثمان وعلي .. الأربعة الذين جمعوا بين عظمة الدنيا وثواب الأخرة


الشيماء عبد اللطيف الدستور الأصلي : 24 - 08 - 2010

أربعة غير قابلين للتكرار، شاء القدر أن يجمعهم في زمن واحد بل في صحبة رجل واحد إنه محمد رسول الله
- صلي الله عليه وسلم- الذي نقلهم من شخصيات مميزة في قومهم إلي علامات فارقة في تاريخ الإسلام.
أبو بكر وعمر وعثمان وعلي.. الأربعة الكبار والصحابة الأوائل والرجال العظماء الذين جمعوا بين عظمة الدنيا والآخرة، فتركوا بصمتهم في الحياة لنحلم بهم ونتعلم منهم ونسير علي خطاهم، ورحلوا ليتمتعوا بحسن الثواب في الآخرة.
كل واحد منا يشعر أن أحدهم أقرب إلي قلبه ويتمني رؤيته، وربما أغلبنا يحب «عمر» في عصر اختفي فيه العدل، لكننا عندما نعرف أن عمر بن الخطاب كان يتمني أن يكون شعرة في صدر أبي بكر الصديق ربما نغير آرائنا، لكن الأهم أن نعرف أنهم «كالنجوم» مثلما قال عن النبي -صل الله عليه وسلم- «أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم» فلا فرق بين مكانة عثمان وعلي ومكانة أبو بكر وعمر فكلهم بشرهم الرسول بجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين.. وما اتقاهم.
إنهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وليتنا نتعلم من صدقهم في زمن أنصاف الصادقين فيه يدخلون موسوعة «جينيس» للأخلاق القياسية!
رحم الله من رضي عنهم ورضوا عنه.
1- أبو بكر الصديق
لم يتول أبو بكر الصديق الخلافة سوي عامين و4 أشهر، إلا أنه حقق الكثير في هذه الفترة القصيرة فعلي الصعيد السياسي تمكن من فتح الشام والعراق كما أنهي أزمة فتنة الردة أو ما عرف بحروب مانعي الزكاة وعلي صعيد نشر الدعوة الإسلامية فقد تمكن من جمع القرآن للمرة الأولي خوفا من أن يموت في صدور الحافظين له فأمر رضي الله عنه زيد بن ثابت أن يجمع القرآن.
والثابت أن الاسم الكامل لأبو بكر هو عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن كعب التيمي القرشي.. أبو بكر الصديق ولد سنة 51 ق.ه الموافق 573 ميلاديا، أي بعد عام الفيل بحوالي ثلاث سنوات وكان سيداً من سادة قريش وغنياً من كبار أغنيائهم. وتشير المصادر التاريخية إلي أنه أحد الذين رفضوا عبادة الأصنام في الجاهلية بل كان حنيفاً علي ملّة النبي إبراهيم لذلك كان أول من آمن من الرجال وساند الرسول بكل ما يملك في دعوته وفيما بعد زوجه ابنته عائشة.
وتختلف الروايات حول سبب تسميته بالصديق، فقيل لأنه صدّق محمداً في قصّة الإسراء والمعراج، وقيل لأنه كان يصدّق النبي في كل خبر يأتيه وقد وردت التسمية في آيات قرآنية وأحاديث نبوية عند أهل السنة والجماعة.
أما عن الصفات الشخصية لأبي بكر فكان يعرف برجاحة العقل ورزانة التفكير، وكان أعرف قريش بالأنساب. وكان ممن حرّموا الخمر علي أنفسهم في الجاهلية، وتعود علاقته بالرسول إلي أنه كان يعيش في حي حيث يسكن التجّار؛ وكان يعيش فيه النبي، ومن هنا بدأت صداقتهما حيث كانا متقاربين في السنّ والأفكار والكثير من الصّفات والطّباع
وتعد حادثة الغار هي أشهر الحوادث التي تعرض لها أبو بكر في حياته وتعود هذه القصة إلي أنه كان منتظرًا قرار الرسول بالهجرة حتي يهاجر معه فجهز راحلتين لهذا الغرض واستأجر دليلا ليدلهما علي الطريق، وفي ليلة الهجرة خرج الرسول عليه الصلاة والسلام في الثلث الأخير من الليل وكان أبو بكر في انتظاره ورافقه في هجرته وبات معه في غار ثور ثلاثة أيام حتي هدأت قريش في البحث عنهما فتابعا المسير إلي يثرب، ويروي أنه خلال الأيام الثلاثة جاء كفار قريش يبحثون عنهما في غار ثور إلا أن الله أمر عنكبوتا بنسج خيوطه علي الغار وأمر حمامة بوضع بيضها أمامه، مما جعلهم يشككون في وجودهما داخل الغار ووفقاً للروايات قال أبو بكر للنبي :«لو أن أحدهم نظر إلي قدميه لأبصرنا» فطمأنه قائلاً : «يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟ لا تحزن إن الله معنا».
وقد تولي أبو بكر الخلافة يوم الثلاثاء 2 ربيع الأول سنة 11ه، وتوفي في يوم الاثنين 22 جمادي الأولي سنة 13 ه وابتدأ حكمه بخطبة شهيرة قال فيها : أيها الناس إني وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتي أريح عليه حقه إن شاء الله، والقوي فيكم ضعيف حتي آخذ الحق منه إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم».
وخلال فترة حكمه خاض حروب الردة؛ ضد أولئك الذين رفضوا دفع الزكاة، وأرسل جيشاً بقيادة أسامة بن زيد كان قد جهزه النبي محمد صلي الله عليه وسلم قبل وفاته لقتال الروم.
وقبيل وفاته، شاور طائفة من ذوي النظر والمشورة من الصحابة، فاتفقت كلمتهم علي أن يعهد بالخلافة من بعده إلي عمر بن الخطاب ووفقا لابن كثير: «فإن أبا بكر خشي علي المسلمين أن يختلفوا من بعده ثم لا يجتمعوا علي رأي، فدعاهم لما أثقل عليه المرض إلي أن يبحثوا لأنفسهم عن خليفة من بعده. إلا أن المسلمين لم يتفقوا فيما بينهم علي من يخلف أبا بكر، فوضعوا الأمر بين يدي أبي بكر، وعندئذ أخذ يستشير أعيان الصحابة، كلاً منهم علي انفراد، ولما رأي اتفاقهم علي جدارة عمر وفضله، طلع علي الناس وأخبرهم أنه قد استخلف عمر عليهم، فقالوا جميعاً: سمعنا وأطعنا».
2- عمر بن الخطاب
هو الفاروق الذي فرق الله به بين الحق وبين الباطل وكان نموذجًا للحاكم الراشد الذي لم يتكرر مثله في تاريخ المنطقة العربية، ففي عهده بدأت الدعوة الاسلامية في الانتشار، حيث فتحت العراق ومصر وليبيا والشام وفلسطين، وصارت القدس تحت ظل الدولة الإسلامية والمسجد الأقصي ثالث الحرمين الشريفين تحت حكم المسلمين لأول مرة. وفي عهده قضي علي أكبر قوتين عظميين في زمانه؛ دولة الروم ودولة الفرس.
اسمه بالكامل عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزي بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك وولد بعد عام الفيل بعد مولد الرسول بثلاث عشرة سنة ونشأ في قريش وامتاز عن معظمهم بتعلم القراءة وعمل راعياً للإبل وهو صغير وكان والده غليظاً في معاملته وكان يرعي لوالده ولخالات له من بني مخزوم. وتعلم المصارعة وركوب الخيل والفروسية، والشعر. وكان يحضر أسواق العرب وسوق عكاظ ومجنة وذي المجاز، فتعلم بها التجارة وأصبح يشتغل بالتجارة، فربح منها وأصبح من أغنياء مكة، ورحل صيفاً إلي بلاد الشام وإلي اليمن في الشتاء، واشتهر بالعدل
وكان عمر بن الخطاب أبيض البشرة تعلوه حمرة، وقيل إنه صار أسمر في عام الرمادة، حيث أصابته مع المسلمين مجاعة شديدة وكان حسن الخدين، أصلع الرأس. له لحية مقدمتها طويلة وتخف عند العارضين وقد كان يخضبها بالحناء وله شارب طويل وكان طويلاً جسيماً تصل قدماه إلي الأرض إذا ركب الفرس ويظهر كأنه واقف وكان أعسراً سريع المشي. وكان قوياً شجاعاً ذا هيبة. وتشير المصادر التاريخية إلي أنه تزوج وطلق ما مجموعه سبع نساء في الجاهلية والإسلام وله ثلاثة عشر ولدا.
ووفقا لابن الجوزي فإن عمر شهد جميع المواقع والغزوات التي شهدها النبي محمد، كما يعد أول من سمي ب «أمير المؤمنين» وقد اتسم عهده «عمر» بالعديد من الإنجازات الإدارية منها أنه أول من عمل بالتقويم الهجري، كما أنه أول من دون الدواوين، وهو أول من اتخذ بيت المال، وأول من اهتم بإنشاء المدن الجديدة، وهو ما كان يطلق عليه «تمصير الأمصار»، وهو أول حاكم عسعس في الليل بنفسه ولم يفعلها حاكم عربي قبله أو بعده وكانت أول توسعة لمسجد الرسول في عهده، كما أنه أول من قنن الجزية علي أهل الذمة، فأعفي منها الشيوخ والنساء والأطفال، وجعلها ثمانية وأربعين درهمًا علي الأغنياء، وأربعة وعشرين علي متوسطي الحال، واثني عشر درهمًا علي الفقراء.
أما علي الصعيد السياسي فقد فتحت في عهده بلاد الشام والعراق وفارس ومصر وبرقة وطرابلس الغرب وأذربيجان ونهاوند وجرجان. وبنيت في عهده البصرة والكوفة وقد سمي الكوفة بجمجمة العرب ورأس الإسلام لدرجة أن بعض المؤرخين اعتبروه مؤسس الحضارة الاسلامية.
ونظرا لأنه الفاروق العادل فقد كان أول من عقد مؤتمرات سنوية للقادة والولاة لمحاسبتهم وطالبهم بكشف حساب أموالهم وذلك في موسم الحج حتي يكونوا في أعلي حالاتهم الإيمانية فيطمئن علي عباداتهم وأخبارهم وقد شمل عدل عمر جميع رعيته حتي المختلفين معه في العقيدة فقد أعطي فقراء أهل الكتاب من بيت مال المسلمين ومنع هدم الكنائس وأقر قاعدة أن الجزية تؤخذ علي حسب المستوي المعيشي.
ويمتلئ التراث الإسلامي بمواقف كثيرة حول رحمة وعدل عمر بن الخطاب، ففي إحدي الروايات أنه التقي في طريقه رجلا مسنا يتسول فقال له أتتسول يا رجل؟..فرد قائلا.. يهودي أبحث عن مال لأدفع الجزية فقال عمر أخذنها منك وأنت شاب ونرغمك علي التسول وأنت شيخ لا والله..والله لنعطينك من بيت مال المسلمين وقال ردوا عليه ما دفع من قبل وأمر من بعدها أنه إذا كان هناك فقير أو ضعيف أو طفل أو امرأة من يهود أو مسيحيين يصرف له من بيت مال المسلمين لاعانته علي العيش.
وتشير إحدي الروايات إلي أنه كان سائرا في طرقات المدينة كعادته ليلا نسمع صوت طفل صغير يبكي فاقترب.. وسأل ما بال الصغير بالله عليك نومي الصبي فذهب يكمل جولته الليلة ومر عليهم مرة أخري فقال بالله عليك نومي الصبي فقالت المرأة نعم وهكذا مرة أخري إلي أن بات بجوار البيت وقال لها ما لكي أم سوء أنتي فقالت دعني فإن عمر بن الخطاب لا يصرف إلا لمن فطم فأنا أعلل الصبي وأريد أن أفطمه لأن عمر لا يصرف إلا لمن فطم من أبناء المسلمين... فبكي عمر وكان وقت صلاة الصبح فلم يفهم المسلمين بماذا يصلي من كثرة بكائه وبعد صلاته وقف وقال يا ويلك يا عمر يوم القيامة..كم يا عمر قتلت من أبناء المسلمين.. وقال أيها الناس بالله عليكم من اليوم لا تتعجلوا علي أولادكم في الفطام فإني أصرف لهم لكل مولود يولد في الإسلام حتي لا أسأل عنهم يوم القيامة.
أما عن وفاته فتشير الروايات إلي أنه خرج إلي صلاة الفجر يوم الأربعاء 26 ذي الحجة سنة 23 ه يؤمّ الناس، فتربص به غلام مجوسي اسمه عبد المغيرة ويكني أبا لؤلؤة، وهو في الصلاة وانتظر حتي سجد، ثم طعنه ثلاث طعنات بخنجر مسموم كان معه، فقال عمر: «قتلني -أو أكلني- الكلب» ثم جعل يطعن كل من دنا إليه من الرجال حتي طعن ثلاثة عشر رجلا، مات منهم سبعة فألقي عليه أحدهم ثوباً، ولما رأي أنه قد تقيّد وتعثر فيه قتل أبو لؤلؤة نفسه ثم تناول عمر يد عبد الرحمن بن عوف فقدمه حتي يكمل الصلاة بالناس، وبعد الصلاة حمل المسلمون عمراً إلي داره. وعندما سأل عمر عمن طعنه قيل له إنه أبو لؤلؤة فقال: «الحمد لله الذي لم يجعل منيّتي بيد رجل يدعي الإسلام».
3- عثمان بن عفان
مهما اختلف الناس علي طريقة إدارة عثمان بن عفان ثالث الخلفاء الراشدين لشئون الدولة لكن لا يستطيع أحد أن ينكر أنه أحد العشرة المبشرين بالجنة، وكان من السابقين إلي الإسلام. وقد لقب ب«ذو النورين» لأنه تزوج اثنتين من بنات الرسول : رقية ثم بعد وفاتها تزوج أم كلثوم.
ولد بمكة وكان غنيا شريفا في الجاهلية. وأسلم وكان عمره قد تجاوز الثلاثين وكان أول مهاجر إلي أرض الحبشة لحفظ الإسلام ثم تبعه سائر المهاجرين إلي أرض الحبشة، ثم هاجر الهجرة الثانية إلي المدينة المنورة،
وتتفق أغلب المصادر التاريخية أنه جاهد بماله في نشر الدعوة الاسلامية لدرجة أنه جهز ثلث الجيش في إحدي الغزوات بتسعمائة وخمسين بعيرًا وبخمسين فرسًا.
وقد تولي عثمان الخلافة وعمره 68 عامًا، بعد مقتل عمر بن الخطاب، وفي اختياره للخلافة قصة تعرف بقصة الشوري وهي أنه لما طعن عمر بن الخطاب دعا ستة أشخاص من الصحابة وهم: علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله ليختاروا من بينهم خليفة. وذهب المدعوون إلي لقاء عمر إلا طلحة بن عبيد الله فقد كان في سفر وأوصاهم باختيار خليفة من بينهم في مدة أقصاها ثلاثة أيام من وفاته حرصا علي وحدة المسلمين، فتشاور الصحابة فيما بينهم ثم أجمعوا علي اختيار عثمان وبايعه المسلمون في المسجد بيعة عامة سنة 23 ه فأصبح ثالث الخلفاء الراشدين.
ومن أهم الإنجازات في عهده أنه فتح مرو وتركيا والإسكندرية ثم أرمينية والقوقاز وخراسان وكرمان وسجستان وإفريقية وقبرص. كما أنشأ أول أسطول بحري إسلامي لحماية الشواطيء الإسلامية من هجمات البيزنطيين. وكان من أهم إنجازاته جمع كتابة القرآن الكريم الذي كان قد بدأ بجمعه في عهد الخليفة أبي بكر الصديق. وجمع القرآن الكريم في مصحف مكتوب برسمه إلي الوقت الحالي.
وأخذ عليه عدد من منتقديه أنه عين عددًا من الولاة من أقاربه علي رأسهم معاوية بن أبي سفيان وعبد الله بن عامر بن كريز والوليد بن عقبة وسعيد بن العاص وعبد الله بن سعد بن أبي السرح ومروان بن الحكم
وعندما قتل كان عمره اثنين وثمانين عاما. ودفن بالبقيع وكان مقتله مقدمة لأحداث عظام في تاريخ المسلمين مثل حرب الجمل وموقعة صفين.
4- علي بن أبي طالب
هو الوحيد الذي حصل علي لقب كرم الله وجهه لأنه لم يسجد لصنم في الجاهلية وبسبب الخلاف حول أحقيته في الولاية انقسم المسلمون حتي اليوم مابين سنة وشيعة بعض المصادر التاريخية تشير إلي أن ولادته كانت في جوف و الكعبة كافله حين توفي والديه وجده، وأُمّه فاطمة بنت أسد الهاشميّة ابن عمه رسول الله محمد -صلي الله عليه وسلم- ويعد ثاني أو ثالث الناس دخولا في الإسلام، وأوّل من أسلم من الصبيان وشارك علي في كل غزوات الرسول عدا غزوة تبوك، حيث خلّفه فيها محمد علي المدينة. وعُرف بشدّته وبراعته في القتال فكان عاملاً مهماً في نصر المسلمين في مختلف المعارك. لقد كان علي موضع ثقة محمد فكان أحد كتاب الوحي وأحد أهم سفرائه ووزرائه.
كان علي موضع ثقة محمد، فكان أحد كتاب القرآن أو كتاب الوحي الذين يدونون القرآن في حياة النبي محمد. وكان أحد سفرائه الذين يحملون الرسائل ويدعون القبائل للإسلام، واستشاره محمد في الكثير من الأمور مثلما استشاره فيما يعرف بحادثة الإفك، شهد بيعة الرضوان وأمره محمداً حينها بتدوين وثيقة صلح الحديبية وأشهده عليه. يروي في الاستيعاب أن محمد بعث خالد بن الوليد إلي اليمن ليدعوهم فبقي هناك ستة أشهر فلم يجبه أحد فبعث محمد بعلي إلي اليمن فأسلمت علي يديه همدان كلها.
اشتهر علي عند المسلمين بالفصاحة والحكمة، فينسب له الكثير من الأشعار والأقوال المأثورة. كما يُعدّ رمزاً للشجاعة والقوّة ويتّصف بالعدل والزُهد حسب الروايات الواردة في كتب الحديث والتاريخ. كما يُعتبر من أكبر علماء الدين في عصره علماً وفقهاً إنْ لم يكن أكبرهم علي الإطلاق كما يعتقد الشيعة وبعض السنة والصوفيّة.
بويع بالخلافة سنة 35 ه (656 م) بالمدينة المنورة، وحكم خمس سنوات وثلاثة أشهر وصفت بعدم الاستقرار السياسي، لكنها تميزت بتقدم حضاري ملموس خاصة في عاصمة الخلافة الجديدة الكوفة. ووقعت الكثير من المعارك بسبب الفتن التي تعد امتدادا لفتنة مقتل عثمان، مما أدي لتشتت صف المسلمين وانقسامهم لشيعة علي الخليفة الشرعي، وشيعة عثمان المطالبون بدمه علي رأسهم معاوية بن أبي سفيان الذي قاتله في صفين، وعائشة بنت أبي بكر ومعها طلحة بن عبيد الله والزبير ابن العوام الذين قاتلوه في يوم الجمل؛ كما خرج علي علي جماعة عرفوا بالخوارج وهزمهم في النهروان، وظهرت جماعات تعاديه سموا بالنواصب. وقتل علي يد عبد الرحمن بن ملجم في رمضان سنة 40 ه 661 م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق