الاثنين، 23 أبريل 2012

الوصايا العشر لتجنب القاتل الصامت





حمودة كامل أخبار مصر : 19 - 06 - 2008

تصوير: محمد اللو
"القاتل الصامت" أو هكذا كانوا يطلقون عليه، واليوم، وبفضل التقدم العلمي والتكنولوجي أصبح يفصح عن نفسه بالكشف المبكر والفحوص الدورية والاشعة الحديثة ، وبات معروفاً أسبابه وطرق الوقاية منه ، بل والأكثر من ذلك، فقد وصلت نسبة الشفاء منه الى 50% ، إنه السرطان. وحول هذا المرض الخطير كان لموقع أخبار مصر www.egynews.net لقاءً مع الاستاذ الدكتور حسين خالد عميد المعهد القومي للاورام الذي قدم للناس عشرة نصائح لتجنب هذا المرض الخطير ، وفيما يلي نص الحوار:
في البداية ، ما هو السرطان، وما الفرق بينه وبين الورم الحميد؟
في الحقيقة، الصفة المشتركة لكافة أنواع السرطان هي النمو المستمر وغير الطبيعي لمجموعة من خلايا أو أنسجة احد أعضاء الجسم بما لا يخدم غرضا وظيفيا معينا للعضو وإنما بشكل يؤدي إلى تدميره.
والخلايا السرطانية ذات قدرة على تخلل وغزو الانسجة الطبيعية المحيطة بها واقتحام الاوعية الدموية أو الليمفاوية والانتقال لاعضاء اخرى مع تيار الدم فتكون أوراما ثانوية خبيثة في اماكن أخرى.
أما الورم الحميد فينمو ببطء وليس لخلاياه القدرة على التغلغل في الانسجة المجاورة وغزوها، ولا يؤدي نموها إلى تدمير النسيج أو العضو الذي تتكون فيه، كما ان خلايا الورم الحميد تعجز عن اقتحام الاوعية الدموية او الليمفاوية والانتشار لتكوين أورام ثانوية أخرى ، فضلا عن انه لا يهدد حياة المريض ، كما أن الاستئصال الجراحي الجيد يؤدي الى الشفاء الكامل منه في جميع الحالات، ولهذا نطمئن الناس ، لانه بمجرد ان يسمع الفرد ان عنده ورم،فإنه يصاب بالهلع من قبل ان يعرف حتى إن كان خبيثا او حميدا أو في أي مرحلة.
عندما يعلم الناس ان احدا مصابا بالسرطان فإنهم يجتنبوه،فهل هذا المرض مُعدٍ أو وراثي؟
السرطان ليس معديا حتى لو كان اختلاط المريض بمن حوله قريبا ولمدد طويلة ، وهذا ببساطة لانه لا توجد جرثومة تسبب المرض حتى يمكن أن تنتقل من شخص لاخر. أما كون السرطان مرضا وراثيا ، فلم يثبت حتى الان وجود عنصر وراثي نادر قد يؤدي الى زيادة استعداد الفرد لحدوث بعض أنواع الأورام.
ولكن لكل مرض سبب ، فهل هناك أسباب واضحة للاصابة بالسرطان؟
هناك عوامل تساعد على الاصابة بالسرطان ، ومن أهمها:
التدخين وتناول الخمور وزيادة الوزن والتعرض للمواد الكيميائية او العضوية أو المشعة وكثرة استعمال الهرمونات والتلوث بمختلف انواعه وإهمال بعض الامراض ذات الصلة بالسرطان مثل: البلهارسيا والفيروس الكبدي الوبائي والتهابات المثانة المزمنة والتهابات القولون المزمنة وأمراض نقص المناعة ووجود تاريخ مرضي بالعائلة.
هل هناك علاقة بين الاصابة بالسرطان والعادات الغذائية ؟
نعم توجد علاقة كبيرة، والدليل على ذلك ما يلي:
1- وجود علاقة طردية كبيرة بين زيادة الوزن والسمنة وبين الاصابة بسرطانات الرحم والكلية والقولون والمعدة والثدي
2- وجود علاقة بين الاسراف في استخدام الدهون وبين الاصابة بسرطانات الثدي والبروستاتا والقولون
3- اكتشاف ان الفواكه والخضروات تحتوي على عوامل واقية من السرطان؛ فمثلا فيتامين (ج) يقي من سرطان المعدة والمرئ، كما ان الخضروات التي تحتوي على ألياف تقي من سرطان الجهاز الهضمي لان الالياف غير قابلة للهضم والامتصاص فيستمر وجودها بالجهاز الهضمي مما يقي الغشاء المخاطي من تأثير المواد الكيميائية المسببة للسرطان، فضلا عن دور هذه الالياف في مساعدة الامعاء على التخلص من الفضلات والمواد الضارة
4- أثبتت الدراسات ان شواء اللحوم والاسماك باستخدام درجة حرارة عالية ولمدة طويلة قد يؤدي لتكوين مواد مسببة للسرطان
5- احتواء الاغذية المحفوظة على مواد كيميائية مسببة للسرطان وخاصة عند استعمال طرق التدخين أو التمليح أو اضافة مواد كيميائية كمواد حافظة أو مكسبات لون أو طعم أو رائحة مما قد يؤدي لإمتصاص المواد المسرطنة
هل هناك أعراض لمرض السرطان يمكن التعرف عليه من خلالها أم انه يتم اكتشافه بالصدفة ؟
هناك حالات كثيرة يتم اكتشافها بالصدفة ، ولكن بشكل عام فإن المرحلة المبكرة من المرض قد تخلو فعلا من الاعراض ،فالسرطان فعلا ليس له أعراض مميزة ولكن هناك بعض المؤشرات التي يجب الانتباه إليها والتوجه للطبيب فور اكتشافها ، مثل:
1- الاورام التي تظهر في أي مكان من الجسم مثل الثدي وخصوصا إذا استمر الورم في النمو لمدة أكثر من اسبوعين ، ومعظم هذه الاورام لا يصحبها ألم
2- ظهور أورام ملونة على الجلد أو تغيير في حجم أو لون شامة موجودة قبلا
3- ظهور قروح ليس لها سبب واضح ولا تستجيب للعلاجالعادي لمدة اسبوعين
4- حدوث نزيف دموي أو افرازات ،كريهة الرائحة غالبا،من فتحات الجسم مثل الفم والانف ومجرى البول والشرج والرحم
5- حدوث صعوبة في البلع أو سوء هضم مستمر أو اسهال أو امساك مستمر بدون سبب وبدون الاستجابة للعلاج العادي
عند حدوث أي من هذه الاشياء يجب التوجه فورا للطبيب ، ولكن ليس معنى ذلك ان أي انسان يشعر بأي من هذه الاعراض فإنه يكون مصابا بالسرطان ولكن ذلك مجرد احتمال فقط.
د.حسين خالد ينصت لسؤال مندوب موقع اخبار مصر
لأي مدى يساهم المعهد القومي للأورام في مكافحة السرطان في مصر؟
المعهد القومي للاورام مؤسسة علاجية تعليمية بحثية تابعة لجامعة القاهرة ،وهو أول وأكبر مركز متخصص في مصر والشرق الاوسط في السرطان، وأنشئ المعهد في 1959 واستكمل تماما في 1969 ويتلخص دور المعهد في اكتشاف وعلاج السرطان وكذلك تقديم سبل الوقاية والمكافحة والتوعية ، بالاضافة لتبني الابحاث والدراسات والبرامج التي من شأنها القضاء على السرطان والحد منه .
ويضم المعهد حوالي 532 سريرا ويتردد عليه في العام اكثر من 19 الف مريض بين كشوف وتحاليل واشعات وعمليات ومتابعة ، فالمعهد مزود باحدث التجهيزات الطبية في مختلف الاقسام والحجرات .
ولا يقصد المعهد الناس من جميع انحاء مصر فقط وانما من الوطن العربي كله لان لدينا كبار الاساتذة المتخصصين واحدث الاجهزة الموجودة في العالم.
وهنا يأتي السؤال عن مدى انتشار السرطان في مصر؟
السرطان منتشر في مصر وغير مصر ففي السعودية مثلا هناك حوالي 13 الف حالة جديدة سنويا حيث تمثل نسبة حالات السرطان هناك 11.6% تمثل تمثل نسبة سرطان الثدي منها بين السيدات 21% .
وفي مصر نقدر نقول ان السرطان هو ثاني سبب للوفاة ، وان عدد الحالات الجديدة كل عام حوالي 100 الف حالة ، ومن المتوقع استمرار الزيادة نتيجة زيادة متوسط العمر بالاضافة لزيادة التلوث وازدياد التدخين .
ولكن ما هي اكثر انواع السرطان انتشارا في مصر ؟
في مرحلة ما قبل عشرين عاما نجد ان سرطان الدم المعروف باللوكيميا يمثل اعلى نسبة إصابة 24.4% يليه سرطان الغدد الليمفاوية وسرطان الجهاز العصبي ثم سرطان الانسجة بنسبة 9.6% وسرطان العظام 7.8% .
اما المرحلة العمرية ما بين 20-39 سنة فنجد ان في الذكور تأتي الاصابة بسرطان الغدد الليمفاوية في المقدمة بنسبة 23.1% ثم سرطانات الدم والقولون والمستقيم بنسبة 9.5% ، اما في الإناث فنجد سرطان الثدي هو اكثر السرطانات شيوعا بنسبة 40.8% ثم يأتي بعد ذلك سرطانات الغدد الليمفاوية و المبيض .
أما الذين تتراوح اعمارهم بين 40-60 عاما فنجد انه عند الرجال يمثل سرطان الكبد 16.1% ثم سرطان المثانة 14.3% ثم سرطان الغدد الليمفاوية 13.1% وبعد ذلك سرطان الرئة بنسبة 6.8% ، أما عند السيدات فنجد سرطان الثدي يمثل 43.5% ثم سرطان الغدد الليمفاوية 7.8% ثم سرطان الرحم والقولون والمستقيم بنسبة 4.2% .
ولكي ندرك ان المشكلة ليست مصرية أو عربية فقط وانما هي مشكلة دولية فنضرب مثلا بسرطان الثدي نجده أكثر أنواع الأورام انتشارا بين جميع نساء العالم، سواء في أوروبا أو أمريكا أو دول آسيا، وليس في مصر فقط، حيث يحتل سرطان الثدي منذ عام 1985 المركز الأول كأكثر نوع من أنواع الأورام شيوعا لدى نساء العالم، فتبلغ نسبته من بين الأورام ما يتعدى 31 %. وهناك اكثر من مليون حالة يتم تسجيلها بهذا المرض سنويا في العالم.
وفي الولايات المتحدة نجد ان في الفترة من 1999 – 2002 كان عدد المصابين بالسرطان حوالي 38 مليون و951 ألف و829 .
هل ممكن لمريض السرطان ان يشفى وخاصة الاطفال ؟
نعم طبعا، لقد حدث تطور كبير في طرق الاكتشاف والعلاج ، وبالتالي أصبح اليوم من الممكن شفاء نسبة 50 % من المرضى ، وبالنسبة للاطفال اصبحت نسبة الشفاء من سرطان الدم الحاد تتجاوز 60 % ، واصبحت نسبة الشفاء من باقي انواع السرطانات تصل الى 80 % .
د. حسين خالد، عميد المعهد القومي للاورام، ما هي النصيحة التي تقدمها للناس لكي يتجنبوا الاصابة بهذا المرض اللعين؟
هناك عشرة وصايا أوصي بها نفسي والناس لنتجنب الاصابة بالسرطان وهي:
1- الإقلاع عن التدخين فورا ، لأنه أقصر الطرق للإصابة بسرطان الجهاز التنفسي
2- الإمتناع عن تناول الخمور لأنها أسرع طريق للإصابة بسرطان الجهاز الهضمي
3- تجنب السمنة وزيادة الوزن لأنها تعرض للإصابة بسرطان الثدي والرحم والقولون
4- تجنب التعرض لأشعة الشمس العمودية المباشرة لأنها قد تسبب سرطان الجلد
5- سارع بالعلاج من البلهارسيا والفيروس الكبدي الوبائي سي أو بي لأنها من اسباب الاصابة بسرطان المثانة والكبد
6- تجنب الاماكن التي تستخدم فيها الكيماويات الضارة مثل الاسبستوس، وبعض الاصباغ ومركبات الزرنيخ والكروم والنيكل والقطران، والإشعاع وإن كان ذلك ضروريا فلابد من اتباع تعليمات الامن الصحي للوقاية
7- قلل من استهلاك الدهون في الطعام ، وقلل من اللحوم الحمراء واستبدلها بالبيضاء والسمك
8- أكثر من استهلاك الفواكه والخضروات والأغذية التي تحتوي على الالياف لأنها تقي من الاصابة بالسرطان
9- الإسراع لإستشارة الطبيب لدى اكتشاف أي تغييرات صحية تستمر لأكثر من اسبوعين
10- وأقول للسيدات ، واظبي على إجراء الكشف الذاتي للثدي مرة كل شهر، وعلى إجراء المسحة المهبلية في أحد المراكز المتخصصة مرة كل 3 أعوام بغض النظر عن وجود أي أعراض.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق