الأحد، 20 نوفمبر 2011

خواطر محرر برلمانى 32 أسرار اغتيال بدوى


 
محمد المصري أكتوبر : 20 - 11 - 2011

تعرضنا فى الخواطر الماضية لأخطر استجواب فى حياتنا البرلمانية عن الفساد وطهارة الحكم.. والذى تقدم به النائب الشجاع.. والبرلمانى القدير علوى حافظ لحكومة د. عاطف صدقى فى ديسمبر 1988.. ولم يتم مناقشته إلا فى مارس 1990.. وكشف فيه عن بدايات الفساد الذى بدأ يستشرى فى نظام الرئيس المخلوع مبارك.. وفضح فيه عصابة الفور وينجز «The four wings» لنقل شحنات السلاح من الولايات المتحدة الأمريكية إلى مصر بزعامة حسين سالم صديق مبارك!
وقال إن أفراد العصابة المكونة من بعض المسئولين المصريين والأمريكان استولوا على ملايين الدولارات من خلال تكوين شركات وهمية لنقل صفقات السلاح.. وأن هذه العصابة كانت لا تملك أى مراكب أو أساطيل أو بحارة ولكنهم كانوا عبارة عن فرقة نصب.. وأن هذه العصابة كانت تأخذ المبلغ وتبحث لها عن مركبين تعبانين وتشحن عليهما وتقبض هى المبالغ وتمشى حالها -على حد تعبير النائب علوى حافظ-.
وأذكر أن النائب المخضرم كان يعتمد على عدد كبير من الأدلة والوثائق التى تدين النظام السابق فى شراء السلاح لمصر ونقله، وأن أحد رجال القوات المسلحة الشرفاء فى ذلك الوقت المشير أحمد بدوى حاول الوقوف أمام هذا التيار الخبيث المذموم كما قال علوى حافظ فى استجوابه.. ولكن لقى مصرعه قبل أن ينفذ سياسته ومعه «14» من أكفأ وأخلص ضباط القوات المسلحة فى ظروف غامضة!
وقال علوى حافظ بكل انفعال إن كل المؤشرات تشير إلى أن هذه الصفقات وتلك الشركات كانت وراء هذه المأساة.. وبالطبع كان يقصد مأساة حادث المشير أحمد بدوى.. وطالب الحكومة بإعادة النظر فى قضية مصرع المشير وأبطال القوات المسلحة.
وقال بالحرف الواحد: إنه يشك أن عصابة ال «فور وينجز» كانت وراء هذا الاغتيال.
ومرت الس نوات ولم تجر الحكومة أى تحقيقات حول مصرع أو اغتيال المشير أحمد بدوى أحد رجال مصر الشرفاء ولم نعرف الحقيقة رغم مرور كل هذه السنين!
***
وعاد النائب القدير علوى حافظ ليؤكد أن هذه الشركات الوهمية لنقل السلاح الأمريكى مجرد مكاتب سمسرة يملكها الكبار من المصريين وأن الحكومة عينتها وكيلا ممثلا عنها لتنفيذ كل عمليات النقل برئاسة صاحب قرية فيكتوريا فى شرم الشيخ.. وصاحب الأبراج العالية والذى يتحدى الحكومة والذى يأتى كل أسبوع بطائرته الخاصة ليقضى ال «Week end» تحت سمع وبصر الحكومة المصرية وأمام هذا التسيب والانحراف مارس هو وأمثاله كما جاء فى المحاكمة التى تمت فى أمريكا بمحكمة فرجينيا عمليات سلب ونهب أموال شعب مصر الغلبان!
وأشار علوى حافظ إلى أن رئيس مجلس النواب الأمريكى السابق «جيم رايت» وعضو الكونجرس الأمريكى «لستروولف» ورجال الأعمال الأمريكى «وليم فوريليتو» أرسلوا له خطابا يقولون له فيه: بعد إثارة الاستجواب إن مصر إذا كلفت هيئة تحقيق برلمانية للتحقيق فى هذه القضية، فإنهم مستعدون للحضور إلى مصر ليشهدوا أمام لجنة التحقيق البرلمانية.
وفى أحد البرامج التليفزيونية الذى عرض على محطة A.B.C الأمريكية على شاشة التليفزيون الأمريكى كشف المذيع العالمى الشهير «جاك أندرسون» فضائح عصاب الفور وينجز. وقال إنه فى عام 1979 خصصت الولايات المتحدة الأمريكية مليارًا و500ألف دولار قرضا لمصر لشراء مواد وخدمات دفاعية.. مع إمكانية استخدام أموال هذا القرض لسداد تكاليف نقل هذه المعدات بشرط أن تحدد مصر بنفسها المسئول عن الشحن الذى عليه أن يقدم بوالص الشحن معتمدة من وزارة الدفاع المصرية إلى هيئة معونة الأمن القومى الأمريكى.. وفعلا مصر «مضت جوابا» وأشار علوى حافظ إلى أن الخطاب عنده وسيقدمه للمجلس وهو بإمضاء وزير الدفاع المصرى وفيه تم تعيين شركة «ترسام» التى غيرت اسمها إلى «أتسكو» ثم غيرت اسمها أخيرًا إلى ال«فور وينجز» وأنهم لم يغيروا جلدهم ولا نيتهم لأنهم عصابة حرامية ولاتزال تعمل حتى الآن رغم نشر الفضائح والكبار يقبضون المال الحرام حتى هذه اللحظة كما وصفهم علوى حافظ.
***
وعلى مدى أكثر من ساعتين عرض فارس المعارضة العديد من الفضائح التى كانت ترتكب فى ظل النظام السابق تحت سمع وبصر الرئيس المخلوع.. وأذكر أن النواب سواء من المعارضة أو المستقلين أو حتى الأغلبية كانوا يضربون كفًا بكف من غرابة مايستمعونه من التلاعب فى عمليات شراء ونقل السلاح. وأن هذه العصابة كانت تجنى من وراء هذه العمليات القذرة ملايين الدولارات.
وأذكر أن علوى حافظ رغم مرضه الشديد واصل استجوابه حتى ساعة متأخرة من الليل وتعرض للفساد فى استيراد الأغذية التى دمرت صحة الشعب المصرى وأولها استيراد الألبان الملوثة من إحدى الشركات الألمانية وإدخال مرض «البروسيلا» فى صفقة مشبوهة دمرت الثروة الحيوانية فى مصر وفقدنا 125 ألف رأس من الأبقار.. ثم تحدث عن فضيحة استيراد «زيت الشلجم» رغم تحذيرات منظمة الصحة العالمية من استخدامه آدميا لما يسببه من أمراض تليف الكبد وتليف عضلة القلب وتليف الطحال والإصابة بالسرطان وأن الحكومة كانت تخلطه بزيت التموين.
***
إن استجواب علوى حافظ به عشرات الأمثلة عن فساد هذا النظام السابق والذى كشفت عنه الأيام بعد ثورة 25 يناير رغم نفى عاطف صدقى رئيس الوزراء فى ذلك الوقت كلام فارس المعارضة الذى كان معه كل الحق.. يرحمه الله..
وسنواصل الحديث عن أخطر استجواب عرفته القبة فى الخواطر القادمة إن شاء الله العلى القدير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق