الأحد، 29 سبتمبر 2013

الزعيم في ذكراه

- قامة عالية في تاريـــــــخ مصر المعاصر ، وظاهرة لم تتكرر حتى الآن ، إستحق لقب الزعيـــــــم عن جدارة ، وعندما تُذكر كلمة الزعيــــــم  يتبادر اسمه  فورا الى الذهن  .
مرت (43 ) سنة على وفاته في (28 ) سبتمبر 1970 م ، لكنه لازال يعيش في قلوب كل الشرفـــــــاء والمخلصين من أبناء مصر ( وهم كثُر ) .
إختلف البعض معه ، ولكن الجميـــــــــع أجمع على حبه ، فرغم تلك السنوات الطوال على فراقه لازالت صوره تتصدر المياديـــــــن ، وسيرته تتصدر المجالس ، وكلماته تهز العقول قبل القلوب .
هو الزعيـــــــــم جمال عبد الناصر حسين سلطان علي عبد النبي ، المولود في (15 ) يناير 1918 م في (18 ) شارع قنوات بحي باكوس بالإسكندرية ، ثاني رؤساء مصر  بعد الرئيس محمد نجيب( 1954- 1970 م ) ، مفجر ثورة (23 ) يوليو 1952 م وأحد أهم الشخصيــــــــــات السياسية في عالمنا العربي في القرن العشرين .
غاب عنا بجسده ، ولكنه شديـــــــــد الحضور بفكره ومبادئه ، إستحوذ على قلوب الملايين بثوريته ، ووطنيته ،وإخلاصه لبلده ، وترفعه عن إستغلال منصبه  في تحقيـــــــــق مكاسب خاصة له أو لأسرته ، وكما عرفنـــــــاه من أسرة فقيرة تنتمي الى قرية بني مزار في صعيد مصر ، فقد مات دون أن تتلوث يده بالمــــــــال الحرام ، توفى وفي جيبه (84 ) جنيها ، واستبدل معاشه ليزوج إبنتيه ، ترك الدنيا وأسرته لا تملك سكنا خاصا ، وليس لزوجته دخل خاص غير معاشهــا منه  ومبلغ ( 3718 ) جنيها مصريا بحسابه في بنك مصر ، وسيارة  ( أوستين ) كان يملكــــــــــــــــــها قبل الثورة .
ستة عشر عاما هي فترة حكمه لمصر مليئة بالإنجازات التي لاتزال تعيش بيننا ، ونعيش بها  حتى الآن منهـــــا ( على سبيل المثال وليس الحصر ) على المستوى الدولي : أسس منظمة عدم الإنحيـــــــاز مع الرئيس اليوغسلافي (تيتو ) والأندونيسي (سوكارنو ) والهندي ( نهرو ) ، وساهم في تأسيـــــس منظمة التعاون الإسلامي ، وساند الحركــــــات الثورية في الوطن العربي بدعمه لثورة استقلال الجزائر ، ومساندته لتحريـــــر جنوب اليمن ، وبعثه الإهتمــــــــام بالقضية الفلسطينية ، وفي مصر: أسهم في إنشاء أكثر من (3600 ) مصنع في مجالات الصناعــــــات التحويلية ، وكان وراء الغاء الطبقـــــــــات التي كانت سائدة في المجتمع المصري ، فأصبح أبناء العمال والفلاحين وزراء وأطباء ، ........، وكان له تأثيره الواضح في التوسع في التعليــــــم المجاني ، إضافة الى قيامه بتأميــــــــــم قناة السويس ، وبناء السد العالي الذي حمى أرض مصر من الفيضان ، ووفر لها الكهرباء ، وقوانييـــــــن الإصلاح الزراعي التي أعادت الحياة الى الفلاح المصري وجعلته مالكا بعد أن كان أجيرا ، وغيرهـــــــا من المشاريع العملاقة .
هي بالفعل إنجازات ثورة ، وما كان لها أن تتحقق إلا بوجود الزعيم .
ولأنه بشر فله أخطاؤه ، لكنهـــــــــا تتلاشى أمام  أنجازاته العملاقه ، على أن هذا لم يمنع البعض ممن تعارضت مصالحهم مع الثورة وأهدافهـــــــا من المحاولة تلو المحاولة في  هدم هذا الصرح في نفوس المصريين أو النيل منه ، وباءت كل تلك المحاولات بالفشل وتحطمت على صخرة حب الشعب له .
وكما حرر الزعيم الفلاح من عبودية الاقطاع الجائر ، والعامل من عبودية الرأسمالية الظالمة ، فقد ضخ  دماء جديدة مملؤة بالعزة والكرامة  في شرايين كل مصري  .
ليست هذه الكلمات تكريما له ، أو تأبينا لوفاته ، وإنما تأكيدا على أن الزعيم جمال عبد الناصر سيظل  خالدا  في قلوب الشعب المصري .
 وكما أنجبت مصر الزعيم جمال عبد الناصر ، ومَن قبله من الزعماء  ، فلن تبخل علينا بإنجاب زعماء آخرين  ، قد نراهم في زمننا هذا ، أو في زمن أبنائنا وأحفادنا .
                      محمد الشافعي فرعون 
                        الرياض في 30/9/2013    .............

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق