الخميس، 3 أكتوبر 2013

حانوتي الحكومة المصرية

- بالأمس القريب في أسوان أهالي مريــــض يحطمون محتويات مستشفي كوم أمبو ، إحتجاجا على عدم توافر طبيب متخصص في المخ والأعصـــــــاب لإسعاف مريض بجلطة دموية في المخ .
ومن قبل في مستشفي حميــــــات المنيا أهالي مريض يعتدون بالضرب المبرح على طبيب عقب وفاة مريضهم ( فوزي عبد الرحمن عبد الفتاح ) بجلطة في المخ وفشل كلوي لإكتفـــــــــــاء الطبيب بالكشف الطبي فقط .
وفي مستشفي المنيا الجامعي إعتدي أهالي ( ياسين عاطف ) المصاب في حادث إنقلاب دراجة بخارية على طبيــب بالمستشفي عقب وفاة المصاب في عناية التخدير .
وفي مركز أبو قرقاص والد مصاب بكسر في أحد ساقيه يتقدم ببلاغ الى رئيــــس الوحدة المحلية لتأخر إخصائي العظــام بالمستشفي لمدة (3 ) ساعــــــات عن عمل الاشعة وعلاج ابنه . ( بعض نمــــــاذج  ) 
ويتواصل مسلسل النكد الطبي اليومي المنتج ( محليا ) بمستشفيـــــــات وزارة الصحة بما يغم النفس ويدمي القلب ويزهق الروح ، والذي تفوق على كل المسلسلات التركية في الكآبة والملل ، وزاد عليه أن نهايــــــــــاته دائما مفجعة ومأساويه وتنتهـــــي بالموت ، وكأن وزارة الصحة ( المصرية ) قد تعاقدت مع نقابة الحانوتية ( تحت التأسيس )  على التوريـــــــــــد اليومي للموتى من جميع مستشفياتهــــا في طول البلاد وعرضهــــــــا لمن يسوقه حظه العاثر الى دخولهــــــا من بسطـاء الشعب المصري .
قد يتصور البعض أن الحالات السابقة  مجرد حالات فردية ، وأنها لاتحتــــــاج الى كل هذا الإنزعاج ، ولكنهـــــــــا في الحقيقة تمثل ظاهرة لأن أحداثهــــــــــــا لا تقتصر فقط على مستشفيـــــــــات صعيد مصر ، وإنما هي ظاهرة متكررة في كل محافظـــــات مصر نسمع عنها ، ونقرأ أخبارهـــــــا كل يوم .
الخدمة الطبية خدمة إستراتيجية للمواطن المصري الغني قبل الفقيـــــــر ، وأن ماحدث ويحدث كل يوم يعبر عن حــالة من التهاون وعدم اللامبالاة من قبل وزارة الصحة والقائمين عليهــــــــا .
يتغير وزير وراء وزير ويظل التزام الوزارة مع نقابة الحانوتية ساريا  لا يتغير ويتجدد تلقائيا يوما بعد يوم ، وكأن مستشفيات الوزارة قد تحولت الى أماكن لتجميـــــع الموتى .
يحدث ما يحدث دون أن تسقط دمعة حزن ( ولو بالخطأ ) أو وخزة ألم في ضميـــــر أيا من قيادات هذه الوزارة أصحـــــــاب المكاتب الفارهة والمكيفة  الذين إئتمنهم الله على صحة هذا الشعب ، فيتقدم بإستقالته تبرئة لذمته أمام الله ، وإعتراضا على مايحدث داخل هذه الوزارة ، وتقصيرها الواضح في حق  صحة كل مصري .
لو حدثت بعض  هذه المصائب في إحدي الدول التي تتعامل مع مواطنها على أنه إنسان لقامت الدنيـــــــــــــا ووقفت على قدم واحدة ولم تقعد   ، ولكن قدرنا في مصر أن المصري كان ولازال مجرد رقم وغالبا  صفرا ( على الشمال )  لا قيــــــمة لحياته ، فكيف يكون له قيمة في مماته .
ميزانية الوزارة توضح مدى أهمية صحة المواطن المصري للوزارة  ، كما توضح مدى إهتمـــــــــــــام الحكومة  أيضا بها ،   فميزانية الوزارة لا تتجاوز (4.5% ) من إجمالي الموازنة العامة للدولة  ( 2013/2012 م )  ، أي ما يقارب (27 ) مليـــــــــار جنيه ، يلتهم منهـــــــــــا ديوان عام الوزارة فقط (2) مليــار و(668 ) مليون جنيه كأجور وتعويضـــــــــات وبدلات ، وخلافه ....... ويبدوا أن (خلافه )  هذا كثير ، وما يتبقى ( إن تبقى ) يتم توزيعه على باقي قطاعات الوزارة وشراء قطن وأحيانا شاش .
مستشفيات تقام بمئـــــــــات الملايين من قوت هذا الشعب ، وتظل لسنوات وسنوات مجرد مبان مهجورة الا من الحشرات ، وملايين وملايين تصرف كأجور ومكافــــــــآت لقيادات الوزارة في ديوانها العام  ، وملايين وملايين من مساكيــــــــــــن هذا الشعب يموتون كل عام بسبب هذه الوزارة وفسادها ، ومن قبلهـــــــــــا تخاذل الحكومة وإصرارها ( غير المعلن ) على التخلص من أكبر عدد  من الشعب عن طريق الحانوتي التابع لهــــــــــــا (وزارة الصحة سابقا .
لك الله ياشعب مصر .
                           محمد الشافعي فرعون 
                          الرياض في 4/10/2013 ..................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق