السبت، 29 ديسمبر 2012

محاكمة رموز المعارضة و الطريق الى الديمقراطية

-  كتبت قبل أيام بعنوان ( الرئيس مرسي والخيارات الصعبة ) ببعض الصحف الالكترونية وقلت  أن من بين الخيارات الصعبة للرئيس في التعامل مع المعارضة هو ألا يلقي لها بالا ويضرب بها عرض الحائط ، حيث يقوم بتحديد إقامة رموزها ، تمهيدا لمحاكمتهم وقطع رؤوسهم بعد ذلك ردعا لهم ولمن خلفهم ( ويبدوا أنه قد حان الوقت ) .
المعارضة هي وجه العملة الآخر  للديمقراطية ، وفي إختفاء المعارضة أو التضييق عليها سقوط للديمقراطية ، وسيادة لحكم الفرد ، وهو ما يؤهل لعودة الديكتاتورية وممارسة القمع للحريات وبعث لجهاز أمن الدولة من جديد ، وعودة للقبضة الحديدية للأمن .
نعم لسيادة القانون وتطبيقه على كل مخالف له ، أما الحريات فقد كفلها الدستور الجديد ومنها حرية الرأي ، وهي هدف من أهداف ثورة (25) يناير ، فليس كل صاحب رأي مؤيد للنظام من الملائكة ، كما أنه ليس كل صاحب رأي معارض من الشياطين يجب حرقه .
إن في إحالة النائب العام للبلاغات المقدمة من بعض المحامين ( هواة الشهرة أو المدفوعين  )  في حق رموز المعارضة وجبهة الإنقاذ كالبرادعي وعمرو موسى وصباحي الى قضاة التحقيق ، وموافقته على ندب أحد قضاة التحقيق بمحكمة الاستئناف لتولي مهمة التحقيق في تلك البلاغات ، ومخاطبته لوزير العدل للموافقة بدوره على على ندب أحد مستشاري محكمة استئناف القاهرة للتحقيق بدلا من النيابة العامة في البلاغات المتضمنة إتهامات للمشكو في حقهم بالتحريض على قلب نظام الحكم والخيانة العظمى ، ما قد يؤكد  الانطباع الشائع  حاليا وهو أن  النائب العام جاء في هذا التوقيت لمهمة محددة ( على ما يبدوا ) وهي قطع ألسنة المعارضة .
إن تهمة التحريض على قلب نظام الحكم تهمة رنانة ومطاطة يمكن أن يقع تحتها كل من ينتقد  النظام ولو بكلمة واحدة حيث يمكن توصيف هذه الكلمة على أنها تحريض على قلب نظام الحكم ، وكان النظام السابق يستخدم هذا الإتهام  كعصا للتلويح بها للمعارضة في البداية  ثم قطع الرقبة في حالة الاستمرار ، قبل أن تتحول الى معارضة مستأنسة تستخدم كديكور لتزيين خلفية الصورة بفضل الإعانة السنوية التي كانت تصرف لأحزابها ( التي لم تجاوز أصابع اليد الواحدة )   ، والسيارة المرسيدس التي تمنح كهدية الى رئيس كل حزب منها (بإستثناء حزب الوفد )  ، والحراسة المرافقة له وعند بيته .
مطلوب أن تكون المعارضة قوية وفعالة ، ففي قوتها إطمئنان على سلامة إدارة الدولة ، وفي إضعافها كسر للمرآة التي تكشف خلل النظام الحاكم وفساده ، وفي الوقت نفسه توضح  أن الطريق الى الديمقراطية لايزال طويلا .
الأيام دول ، فهي الآن مع من هم في السلطة بحكم النظام ، والسلطة لا تدوم لأحد، وغدا من الممكن أن ينتقل من هم اليوم في صفوف المعارضة الى  السلطة ، وعندها سيكون من حقهم إعلاء شعار البادي أظلم ، إن استمرت هذه المحاكمة ( السياسية ) .
            محمد الشافعي فرعون 
          الرياض في 29/12/2012  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق