الأحد، 2 ديسمبر 2012

للإخوان قبل فوات الأوان ..... نصيحة من محب

- لا ينكر منكر ما كانت تحظي به جماعة الاخوان المسلمين من مكانة في كل قلب مصري مسلم عرفهم عن قرب أو سمع عنهم خلال السنوات الماضية  تقديرا لهم أوتعاطفا معهم لدورهم في خدمة المجتمع من خلال أنشطتهم في المجالات الطبية والرعاية الاجتماعية ، ومساعدة الفقراء والأيتام ، ودورهم التوعوي الديني ، وغيرها من الخدمات التي كانوا يقدمونها طواعية واختيارا وعن رضى .
وأيضا لصبرهم الطويل على تحمل الأذي والسجون والتقييد لحرياتهم ، إضافة الى الحرب الإعلامية الشرسة ضدهم في كل وسائل الاعلام للتقليل من أهميتهم ، والنيل من سمعهتم ، وإتهامهم بالخيانة والعمالة وحملهم لأجندات أجنبية .
كما عزز هذا التقدير دورهم المتميز في نصرة ثورة (25) يناير ووجودهم يدا بيد وقدما بقدم وكتفا بكتف مع الثوار في كل ميادين مصر .
إلا أن الملاحظ أن هذه المكانة ( على ما يبدوا ) بدأت في التقلص والتراجع مع شعور يتزايد يوما بعد يوم بالإستياء  وعدم الرضى عنهم ، خاصة بعدما تولد إنطباع لدى رجل الشارع المصري ( تغذيه تيارات ليبرالية وعلمانية وغيرها معارضة لهم  )  وتؤكده تصريحات منفلتة لبعض قيادات  الاخوان هنا وهناك وأحداث  حدثت وتحدث يوميا بدءا من انتخابات مجلس الشعب الأخيرة والذي تم حله ، ومجلس الشورى ورئيسه ، وما يشاع من محاولة أخونة الصحافة والاعلام ، مرورا بالانتخابات  الرئاسية وإحلال  الدكتور محمد مرسي بدلا من المهندس خيرت الشاطر في اللحظات الأخيرة ، وإعلان فوز الدكتور مرسي بالرئاسة قبل الاعلان الرسمي من اللجنة المشرفة على الانتخابات الرئاسية ، ثم الوزارة الحالية ورئيسها الاخواني  ، وإنتهاءا بمليونية الشرعية والشريعة أمام جامعة القاهرة نهار ومساء السبت 1/12/212   وحشد الملايين بها تأييدا للرئيس وتصويرها بطائرة هليكوبتر جاري التحقيق في معرفة مصدرها ، يتزامن كل هذا مع حالة الانقسام الحادة التي يشهدها الشارع المصري  ، ليأتي الاعتصام الذي قاده الدكتور صفوت حجازي ( وهو ليس من الاخوان ) مع كثيرين ممن يحسبون على الاخوان والتيارات الدينية في مصر أمام مقر المحكمة الدستورية وتعطيل أعمالها مما إضطر المحكمة الى تأجيل أعمالها الى أجل غير مسمى ، ومباركة الدكتور يسري حماد المتحدث باسم حزب النور السلفي من خلال تحيته لمن وصفهم بالأبطال الذين حاصروا المحكمة الدستورية صباح الاحد 2/12/2012 ، لتضيف المزيد من الوهج الى  المشاعر الملتهبة المعارضة لهم .
  يرى الكثيرون فيما جرى ويجري أنه نوعا من استعراض العضلات غير مقبول ، وتعدي غير مسبوق على القضاء وهيبته  ، وأنه رسالة الى الجميع بفرض سياسة الاستحواذ بقوة المليونيات الموجهة ، ليعلن رئيس البرلمان الاوربي مارتن شولتز أنه بدون ديمقراطية تعددية في مصر لن يكون هناك تعاون اقتصادي أو سياسي مع مصر كأثر مباشر لما يحدث حاليا في مصر.
 أعتقد أن الفرصة ( وقد تكون الأخيرة ) لا زالت متاحة لجماعة الاخوان ( خاصة ) وغيرها من التيارات الاسلامية الموجودة بمصر لإستعادة الأصوات التي خسرتها خلال الفترة الماضية ممن كانوا يقدرونها أو على الأقل يتعاطفون معها ، بإعادة دراسة المواقف المعلنة وغير المعلنة ، والحرص على تغليب كل ما يحقق المصلحة العامة ، وتقديم ما ينفي الانطباع السائد عن سياسة الاستحواذ والاستقواء بالمليونيات الموجهه ، والتوقف عن التصريحات غير المسؤولة التي تضر أكثر مما تفيد .
وما المحاولات المتكررة لحرق مقار الإخوان وحزب الحرية والعدالة والباصات التابعة لهم إلا دليلا على وجود شرارة الكره لهم والاستنفار ضدهم ، وفي الوقت نفسه تدق ناقوس الخطر وجرس الإنذار للخطر القادم الذي يتهددهم والذي يتزايد بتزايد تلك الشرارة يوما بعد يوم إن لم ينتبه الإخوان قبل فوات الأوان .
               محمد الشافعي فرعون 
             الرياض في 3/12/2012   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق