السبت، 15 ديسمبر 2012

نداء الى هيبة الدولة وسيادة القانون

-  عندما يتم حصار مقر المحكمة الدستورية لمنعها من العمل ، و محاصرة مدينة الانتاج الاعلامي لعدة أيام والتعدي على من يدخل اليها أو يخرج منها والتهديد بإغلاق بعض القنوات الفضائية الموجودة بها ، و حرق مقر حزب الوفد وجريدته ، وعندما يتجمع المؤيدون والمعارضون للرئيس أمام قصر الاتحادية فتتضارب الرؤوس وتتشابك الأيدي ويسقط القتلى والجرحي والمصابون ، وتقف الشرطة مكتوفة الأيدي تشاهد ما يحدث ولا تتدخل هنا أو هناك خشية من أن يفهم تدخلها على أنه محاباة لفئة على فئة أخرى ، فهذا يعني غياب لهيبة الدولة .
وعندما يحاصر مسجد القائد ابراهيم ويحتجز الشيخ المحلاوي ومعه كثير من المصلين ويرمى المسجد بالمولوتوف فى محاولة لإحراقه على من بداخله ، وينتشر السلاح غير المرخص بكل أنواعه ويباع جهارا نهار بإشارات المرور مثل علب المنادبل دون ردع من ضمير أو خوف من نظام ، و تتوقف المحاكم والنيابات عن العمل فتتعطل مصالح الناس ، ويتم قطع الطرق السريعة وتتعطل القطارت ،  وعندما يستطيع كل قوي بالسلاح أو البلطجية أو بالمال ( الذي سرقه من جيوب المصريين ) ، أو بما لديه من أنصار أن يحصل على ما يريد في الوقت الذي يريد وتسبح صناديق الانتخاب بحمده ، وعندما يتم تروييع الآمنين ، وإغتصاب الممتلكات الخاصة أو التعدي عليها ، فهذا يعني أن القانون في إجازة إجبارية طويلة بدون راتب  .
إذا فلسنا  أمام  شريعة وقانون وإنما أمام شريعة غاب حيث لا صوت فيها يعلوا على صوت الأسد وحاشيته .
إن في غياب هيبة الدولة وتجاوز القانون غياب للأمن والآمان وضياع للحقوق وتهديد للإستقرار وهروب للإستثمــــــارات وتوطيـــــن  للفقر والجهل والمرض والجريمة  ، بما يعكس في النهــــاية تردي الأحوال الإقتصادية والإجتماعية والسياسية .
فياهيبة الدولة التي غابت وطالت غيبتها ، ويا سيادة القانون أدام الله بقائه  عودا فقد إشتقنا اليكما ، عودا فنحن أمس ما نكون الآن لكما ، عودا فقد عرفنا قدركما ولا نستطيع الإستغناء عنكما ولا للحظة واحدة .
وعلى من يتعرف على هيبة الدولة أو سيادة القانون أو يسمع عن مكانهما سرعة الإتصال بأقرب مبنى تابع لهيئة الآثار لإحضارهما ووضعهما في الصناديق الذهبية المخصصة لهما بجوار صندوق توت عنغ آمون ، ليشاهدهم  زوار مصر من السائحين ،  ليعجبوا بهما كما أعجبوا بقناع توت عنخ آمون ، وليحملوا رسالة الى العالم  بأنه في يوم من الأيام  كانت بمصر سيادة قانون وكان لها هيبة  .
                 محمد الشافعي فرعون 
              الرياض في 17/12/2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق