السبت، 1 ديسمبر 2012

السبت الأسود - مسرحية ليوم واحد

- فلتصمت الأصوات ، وتطفأ الأنوار ، وتعلن الموسيقى عن فتح الستار ، عن مسرحية السبت الأسود .
أحداثها في مصر ، وضحاياها من مصر ، مخرجها غير معروف له جنسية ، تم الاستعانة به لخبرته في تحريك المجاميع واشعال الحرائق وافتعال الازمات المشوقة وادارة المعارك الجماعية ببراعة .
المشهد الأول : خطباء الجمعة من السلفيين يطالبون الرئيس بطرد المعارضة أسوة بيهود المدينة ، ومسيرات حاشدة للإخوان والتيارات الاسلامية تجوب شوارع المحافظات ، و (500 ) اتوبيس اخواني ينطلق من الدقهلية لنقل الالاف الى القاهرة التي تتوافد اليها الحشود من كل المحافظات ، لينتهي المشهد بخروج المسيرات الحاشدة من مساجد : عمرو بن العاص والاستقامة ومصطفي محمود وخالد بن الوليد في طريقها الى جامعة القاهرة للانضمام الى الحشود الموجودة هناك منذ الفجر في مليونية الشرعية والشريعة .
المشهد الثاني : هتاف المعتصمين بالتحرير مازال يدوي مطالبا الرئيس بالرحيل بقيادة المايسترو محمد البرادعي ويتناوب معه (عندما يتعب ) حمدين صباحي وعمرو موسى  ، مع استمرار تعليق أعمال المحاكم والنيابات في بر مصر ، واعلان الصحف الحزبية والمستقلة عن الاحتجاب صباح الثلاثاء ، لينتهي المشهد  بخبر تسويد شاشات الفضائيات الخاصة نهار الاربعاء  .
المشهد الأخير : بإشارة من المخرج : ترتفع الحناجر بالأصوات في ميدان التحرير مطالبة الرئيس بالرحيل ، مع بدء الزحف الى قصر الاتحادية للتعبير عن الرفض.
 وامام جامعة القاهرة ترتفع الاصوات بالتأييد للرئيس ، مع بدء الزحف الى قصر الاتحادية للتعبير عن التأييد .
يتواجه الفريقان ، وتختلط الأصوات لتتعالى الأصوات المؤيدة الى السماء فتقابلها الأصوات الرافضة لتهبط بها الى الارض ( وبإشارة من المخرج ) تدق الطبول ، ويرتفع صوتها ليصم آذان الجميع ، وتشتعل النار ، وتبدأ الحرب ، فيقع العشرات من الضحايا ما بين قتيل وجريح ، ويصرخ المخرج طالبا المزيد ، والمزيد ، فيقع المئات من الضحايا ، ويزداد صراخ المخرج  ، ويظل يصرخ ويصرخ ، والضحايا تسقط ، وتسقط ، وتسقط .......
وفجأة يتوقف صراخ المخرج رافعا يده بالتوقف ،  فتتوقف الطبول عن الدق ، والكاميرات عن الدوران ، وتضاء الأنوار في كل المكان ، لتكشف أنه لم يعد هناك أحد،  فقد سقطوا جميعا ضحايا ترتفع آهاتهم وأناتهم الى عنان السماء ما بين قتيل وجريح ، لينتهي المشهد بتصفيق حاد من المخرج الذي خرج سليما ولم تصاب له كاميرا واحدة  .
                        محمد الشافعي فرعون 
                      الرياض في 1/12/2012 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق