الأحد، 29 سبتمبر 2013

الزعيم في ذكراه

- قامة عالية في تاريـــــــخ مصر المعاصر ، وظاهرة لم تتكرر حتى الآن ، إستحق لقب الزعيـــــــم عن جدارة ، وعندما تُذكر كلمة الزعيــــــم  يتبادر اسمه  فورا الى الذهن  .
مرت (43 ) سنة على وفاته في (28 ) سبتمبر 1970 م ، لكنه لازال يعيش في قلوب كل الشرفـــــــاء والمخلصين من أبناء مصر ( وهم كثُر ) .
إختلف البعض معه ، ولكن الجميـــــــــع أجمع على حبه ، فرغم تلك السنوات الطوال على فراقه لازالت صوره تتصدر المياديـــــــن ، وسيرته تتصدر المجالس ، وكلماته تهز العقول قبل القلوب .
هو الزعيـــــــــم جمال عبد الناصر حسين سلطان علي عبد النبي ، المولود في (15 ) يناير 1918 م في (18 ) شارع قنوات بحي باكوس بالإسكندرية ، ثاني رؤساء مصر  بعد الرئيس محمد نجيب( 1954- 1970 م ) ، مفجر ثورة (23 ) يوليو 1952 م وأحد أهم الشخصيــــــــــات السياسية في عالمنا العربي في القرن العشرين .
غاب عنا بجسده ، ولكنه شديـــــــــد الحضور بفكره ومبادئه ، إستحوذ على قلوب الملايين بثوريته ، ووطنيته ،وإخلاصه لبلده ، وترفعه عن إستغلال منصبه  في تحقيـــــــــق مكاسب خاصة له أو لأسرته ، وكما عرفنـــــــاه من أسرة فقيرة تنتمي الى قرية بني مزار في صعيد مصر ، فقد مات دون أن تتلوث يده بالمــــــــال الحرام ، توفى وفي جيبه (84 ) جنيها ، واستبدل معاشه ليزوج إبنتيه ، ترك الدنيا وأسرته لا تملك سكنا خاصا ، وليس لزوجته دخل خاص غير معاشهــا منه  ومبلغ ( 3718 ) جنيها مصريا بحسابه في بنك مصر ، وسيارة  ( أوستين ) كان يملكــــــــــــــــــها قبل الثورة .
ستة عشر عاما هي فترة حكمه لمصر مليئة بالإنجازات التي لاتزال تعيش بيننا ، ونعيش بها  حتى الآن منهـــــا ( على سبيل المثال وليس الحصر ) على المستوى الدولي : أسس منظمة عدم الإنحيـــــــاز مع الرئيس اليوغسلافي (تيتو ) والأندونيسي (سوكارنو ) والهندي ( نهرو ) ، وساهم في تأسيـــــس منظمة التعاون الإسلامي ، وساند الحركــــــات الثورية في الوطن العربي بدعمه لثورة استقلال الجزائر ، ومساندته لتحريـــــر جنوب اليمن ، وبعثه الإهتمــــــــام بالقضية الفلسطينية ، وفي مصر: أسهم في إنشاء أكثر من (3600 ) مصنع في مجالات الصناعــــــات التحويلية ، وكان وراء الغاء الطبقـــــــــات التي كانت سائدة في المجتمع المصري ، فأصبح أبناء العمال والفلاحين وزراء وأطباء ، ........، وكان له تأثيره الواضح في التوسع في التعليــــــم المجاني ، إضافة الى قيامه بتأميــــــــــم قناة السويس ، وبناء السد العالي الذي حمى أرض مصر من الفيضان ، ووفر لها الكهرباء ، وقوانييـــــــن الإصلاح الزراعي التي أعادت الحياة الى الفلاح المصري وجعلته مالكا بعد أن كان أجيرا ، وغيرهـــــــا من المشاريع العملاقة .
هي بالفعل إنجازات ثورة ، وما كان لها أن تتحقق إلا بوجود الزعيم .
ولأنه بشر فله أخطاؤه ، لكنهـــــــــا تتلاشى أمام  أنجازاته العملاقه ، على أن هذا لم يمنع البعض ممن تعارضت مصالحهم مع الثورة وأهدافهـــــــا من المحاولة تلو المحاولة في  هدم هذا الصرح في نفوس المصريين أو النيل منه ، وباءت كل تلك المحاولات بالفشل وتحطمت على صخرة حب الشعب له .
وكما حرر الزعيم الفلاح من عبودية الاقطاع الجائر ، والعامل من عبودية الرأسمالية الظالمة ، فقد ضخ  دماء جديدة مملؤة بالعزة والكرامة  في شرايين كل مصري  .
ليست هذه الكلمات تكريما له ، أو تأبينا لوفاته ، وإنما تأكيدا على أن الزعيم جمال عبد الناصر سيظل  خالدا  في قلوب الشعب المصري .
 وكما أنجبت مصر الزعيم جمال عبد الناصر ، ومَن قبله من الزعماء  ، فلن تبخل علينا بإنجاب زعماء آخرين  ، قد نراهم في زمننا هذا ، أو في زمن أبنائنا وأحفادنا .
                      محمد الشافعي فرعون 
                        الرياض في 30/9/2013    .............

الخميس، 26 سبتمبر 2013

الثورة تبحث عن زعيم

- إذا أردنا التعرف على تأثيـــر حدث ( ما ) في المجتمع ، فيجب أن نقارن بين ماكان عليه المجتمع قبل هذا الحدث ، ثم ما صـــــــار اليه بعده .
في مصرنا كانت الأوضاع قبل  ثورة (25 ) ينايــــــــــر 2011 م سيئة حيث لم يكن  الفساد وحده يضرب بجذوره كافة مناحي الحياة وإنما شاركه  الظلم والقهر والفقر والمرض  ، ثم صارت  أوضـــــــــاع مصر   بعد الثورة أسوأ .
 بالتأكيد ليس بسبب الثورة ، وإنما بفعل الحكومات التي جاءت ضعيفة وعاجزة وليس لديهــــــا برامج أو خطط للتعامل مع متطلبات الثورة وتحقيق أهدافها ، بحكم أن كل تلك الحكومات كانت إنتقالية أو لتسيير الأعمال أو مؤقتة ، وكلها معان تؤكد أنها لم تأت لحل مشاكل مصر أو تحقيق أهداف الثورة ، وإنما لتكون ديكورا يسد الفراغ السياسي فقط ، فصارت الأمور من سيئ الى أسوأ ، حتى كفر الشعب بالثورة التي قام بهــــــــــــــــــا .
 قارب العام الثالث من عمر ثورة (25 ) ينايـــــــــــــر على الرحيل عنا آسفا حزينا ( كسابقيه )  على ما صارت اليه الأوضاع في مصر ، والسوء الذي يضرب بأجنحته وجذوره جوانب الحياة بها  ، وحالة الإحباط التي تسود المجتمع بسبب تحطم آمال الشعب وفرحته بثورته على صخور العجز والفشل والتهاون الحكومي .
نجحت الثورات والانقلابات ( العسكرية ) في تحقيـــــق ( معظم ) أهدافها لأنها وجدت من رجالهــــــــا من يستميت في  تحقيقهــــــــــا ، بينما فشلت ثورة الشعب ( المدنية ) في ( 25 ) يناير 2011 ( حتى الآن ) في  تحقيق أهدافها المشروعة بسبب تسابق الجميـــــــــع الى الوقوف في طابور ( لم ) المغانم بتكوين الأحزاب والتيارات ، والتنظيمات والحركات والجبهات ، سعيا الى كرسي الحكم بقصر الإتحادية أو أى كرسي آخر ، فكان التناحر ، والإختلاف ، وسادت المعارضة ( للمعارضة ) ، وإنتشرت الاتهامات حتى طالت الجميع ، فيصبح البعض  ( مصريا ) ثم يمسي (عميلا ) ، ويمسي البعض الآخر ( مصريا ) فيصبح ( خائنا ) ، وتفرغ الجميع ليلا ونهارا  للتظاهر ، والإعتصام ، والإضراب ،  وقطع الطرق ، وتعطيل حركة المواصلات ، وخلت البيوت من ساكنيها ، لتمتلئ بهم الشوارع والميادين ، وتتوقف حركة الإنتاج في مصر  ، وسط تأجيج إعلامي لنار الفتنة والإنقسام بسيل يومي لاينتهي من التحريض والأكاذيب والشائعات ، لتزداد جراح جسد  ( أمنا ) مصر جراحا بفعل طعنات ( العقوق ) بأيد أبنائها .
ضاعت معالم الثورة ، وإختفت أهدافها ، وأصبحنا في حاجة ( دائمة ) الى التذكير و إثبات أنه حدث في يوم من أيام يناير  2011 حدث ( جلل ) قام به الشعب المصري بكل أطيافه سمي ( ثورة 25 يناير ) ، ثار فيه  على القهر والظلم والفساد ، أملا في حياة جديدة تنعم بها مصر ويستحقها ذلك الشعب .
أصبح المصحف هو الوسيلة الوحيدة للتأكيـــــــــد على وجود الثورة ( بالحلف عليه ) ، بعد أن فقدنا ( المصداقية ) في حادث أليــــــــم ، وذهبت(  الثقة )  عنا الى غير رجعة ، وإعتزل ( الصدق )  عالمنا لعدم وجود  مكان له  ، وضاعت الثورة ، وإنشغل الجميع بكل شيئ إلا البحث عنها .
          محمد الشافعي فرعون 
         الرياض في 26/9/2013

الخميس، 19 سبتمبر 2013

وزارة تغيظ

- تتصدر الصحة أولويات المواطن المصري ربما قبل الغذاء حيث لا يهنأ المريض بغذاء ولاعمل ولاسياحة ولاتجارة ولا صناعة ولازراعة ولا إسكان .............
 ولما كان   لكل مسمىً من إسمه نصيب ، فصادق له من اسمه نصيب من الصدق ، ومؤمن له  من اسمه نصيب  من الإيمان ، ويصدق هذا القول في كثير من الأحيان ، ولكن تستثنى منه تماما وزارة الصحة ، حيث لا صحة ولا حرص على الصحة .
فالمستشفيات التابعة لوزارة الصحة (معظمها ) مبان متعددة الطوابق وعلى مساحات كبيرة من الأرض وفي مواقع متميزة في طول البلاد وعرضها ، وبعضها تم إنشائه من سنوات طوال وحتى الأن لازالت مجرد مبان لم تمد بالخدامات الطبية المتطلبة رغم الحاجة الشديدة لها .
 وكأن الوزارة قد أقامت كل تلك المنشآت ( المستشفيات ) لتصبح مأوىً للحشرات بعد أن هجرها الأطباء ( الى المستشفيات الخاصة ) ومن قبلهم المرضى ، ومن ساقه حظه العاثر لدخولها فعليه كتابة وصيته أولا وتعليقها على باب المستشفي قبل دخولها ، لأنه حتما بعد أن دخلها على قدميه سيخرج منها محمولا على أكتاف ذويه ومعارفه الى مثواه الأخير ( القبر)  بسبب سوء الخدمة ( وربما انعدامها ) والإهمال الذي يضرب بجذوره كل أدوارها  ، إضافة الى تدني مستوى طاقم التمريض الى درجة عجزهم عن التعامل مع الأجهزة البسيطة لفحص السكر وقياس الضغط .
وهذا يفسر كثرة  حالات التهجم على المستشفيات الحكومية والإعتداء على من فيها من قبل أهالي المرضي ( الموتى لاحقا ) ، ورغم ذلك لم يفكر أحد قيادات تلك الوزارة ( أصحاب المكاتب المكيفة ) في مراجعة مدراء هذه المستشفيات لحصر الشكاوى المقدمة من أهالي الموتى ( المرضى سابقا ) والتحقيق فيها للوقوف على الأسباب الحقيقة لوفاة ذويهم ممن ساقهم حظهم العاثر الى دخول هذه المستشفيات،حيث يتم حفظ تلك الشكاوى وعدم التحقيق فيها ، والتخلص منها في أسرع وقت ممكن بإرسالها أيضا الى مثواها الأخير ( سلة الزبالة ) .
كانت وزارة الصحة ولاتزال هي الأنين المزمن في حياة المواطن المصري الذي لم  يجد له علاجا ناجعا حتى الآن .
وبالإضافة الى تردي حالة المستشفيات والمراكز الصحية التابعة للوزارة ، يلحقها ضعف رقابة الوزارة ( وربما انعدامها ) على سوق العلاج في مصر، والذي أصبح مرتعا خصبا لشركات الأدوية ووكلاء الخارج من مستوردي الأدوية ، يحركون الأسعار بشكل يومي بدعوى إرتفاع سعر الدولار ، كما تلاحظ إختفاء الكثير من الأدوية المحلية والمستوردة  لتظهر بعد ذلك في زي جديد وبسعر أعلى مما كانت عليه من قبل ، في ظل شكوى متكررة من أصحاب الصيدليات بإختفاء بعض الأدوية الضرورية ونقصها ، وصراخ لاينتهي من المرضى بسبب هذا النقص وعدم وجود بدائل له ، إضافة الى الإرتفاع الجنوني لأسعار الأدوية ، وسط إنكار شديد لما يحدث في سوق العلاج في مصر من قبل أصحاب المكاتب المكيفة بالوزارة .
ولحل مشاكل الصحة في مصر أقترح إختيار وزير الصحة من ( المرضى )  أصحاب أحد الأمراض المزمنة ، لأنه سيكون بالتأكيد أكثر إحساسا بالمرضى ومعاناتهم ، وأكثر خبرة أيضا بما تعانيه المستشفيات من سوء بحكم اللف ( كعب داير ) عليها ، وسيتذكر صراخه مع باقي المرضى من أسعار الأدوية ........ بالفعل وزارة تغيظ .
             محمد الشافعي فرعون 
             الرياض في 20/9/2013   .
  

الجمعة، 13 سبتمبر 2013

كلمات اسبايسي- 50

- وبدأ الخلاف مبكرا بين أعضــــــاء لجنة الخمسين ، حيث شهد الإجتماع الأول لها  خلافا بين بعض الأعضاء حول كلمة ، رأى بعضهم أنها تنتهي ( بالواو والنون ) ورأى البعض الآخر أنها تنتهي ( بالياء والنون ) ، وحتى لا يتطور الخلاف ، فقد تقرر تأجيــــــــــل البت في الخلاف لحين الإستعانة بأحد تلاميذ (1/3 إعدادي ) لحسم الخلاف وترجيح الرأى الصحيـــح ...... مع الإعتذار لأساتذة الجامعة أعضاء اللجنة .
- الدواء علاج للمرض ، وللدواء آثار جانبية ، كما لثورة (25 ) يناير 2011 آثار جانبية أيضا ومنهــــــــــا ( على سبيل المثال وليس الحصر ) : دومه يوجه رسالة الى النائب العام عبر حسابه الشخصي على ( الفيس بوك ) يقول له فيها : ( لما أطلع أشتمك وأمسح بكرامتك الأرض بعد كده ع التليفزيون ماتبقاش تزعل ) ...... أحيانا ما تكون الآثار الجانبية للدواء أشد خطورة من المرض نفسه ، وراجع الفقرة تاني لو مش فاهم .
- تستطيع  بسهولة أن تذكر أسمـــــــــــــاء (100 ) شخص صيني ، ولكنك ستعجز عن ذكر أسماء (20) حزب مصري ..... وجرب بنفسك .
- أخيرا مرتضى منصور مذيعا ، وعلى مدى أكثر من ساعتين في أول حلقة له ( على قناة صاحبه الأنتيم ) من العزف المنفرد من الإتهــــــــام  بالخيانة والعمالة والسفالة ، ........ لكل من ساقه حظه العاثر للمرور بجواره يوما في طريق ، حيث لم يسلم من لسانه أحدا ممن ذكرهم ، والدور قادم على باقي أفراد الشعب المصري فردا ، فردا ، لذا أقترح تعديل إسم البرنامج الى إتهامات بالجملة مع توافر خدمة التوصيل المجاني للمنازل لإتهامات التجزئة .
 محمد الشافعي فرعون 
  13/9/2013......

الخميس، 12 سبتمبر 2013

حكوماتنا سر نكباتنا

- كنت قد كتبت في هذا الموضوع من قبل ، ورغم ذلك أجدني ُمستَفَزا للكلام فيه مرة أخرى .
قد يأتي كلامي صادما للبعض ، ولكنها الحقيقة ( المرة ) التي لم تثبتها الكتب ولا المراجع ، ولكن أكدها الواقع الأليم الذي نعيشه جميعا في مصر .
فالحكومات جاءت لخدمة شعوبها ، ليس فقط بالإستثمار الأمثل لموارد ومقدرات الدولة بالشكل الذي يعود بالنفع على المجتمع بكامله ويحد من مشكلاته خاصة المزمنة منه والمرتبطة بمعيشة المواطن اليومية ، وإنما أيضا بتنمية وتطوير هذه الموارد بما يحقق تطلعات وآمال الشعب المستقبلية .
حكومة الدكتور الببلاوي هي الحكومة رقم ( 120 ) منذ حكومة نوبار باشا التي تشكلت في سنة 1878 م ، وهي أيضا الحكومة رقم (32 ) منذ ثورة يوليو 1952م ، بمتوسط سنة وعدة أيام لعمر كل حكومة من تلك الحكومات .
التاريخ الحديث لمصر يشهد بأنه لا توجد حكومة واحدة من كل تلك الحكومات يمكن تسميتها بأنها صاحبة برامج ومشاريع قومية تنسب اليها ويذكرها التاريخ بها ، بإستثناء الحكومات التي تلت ثورة يوليو 1952 والتي أقامت الكثير من المشاريع العملاقة التي لا تخفى على أحد ولاتزال موجودة ، وتساهم بدور فعال في حياتنا حتى الآن ، وأرى أن هذا قد يكون راجعا الى وجود الزعيم جمال عبد الناصر وإصراره على تنفيذ مبادئ الثورة .
فيما عدا حكومات ثورة يوليو 1952 كانت الحكومات السابقة لها في العهد الملكي ، والتالية في العهد الجمهوري مجرد سكرتارية متنوعة المجالات في إطار يسمى  ( حكومة ) تأتمر بأمر الجالس في قصر الحكم ، وتسير وفق توجيهاته وتنفيذا لأحلامه ، فإنجازاتها (على قلتها ) بفضل توجيهاته ، والجميع تحت رعايته .
وبقدر ما تعاظمت قيمة شخصية الجالس في قصر الحكم  ( ملكا أو رئيسا ) في نفوس وزرائه ، بقدر ما تضاءت قيمتهم لديه ، حيث كان يتم تعيين الوزراء وإقالتهم دون توضيح لسبب تعيينهم أو إقالتهم ، حيث كان يحكم هذا الأمر  قربهم أوبعدهم من المقام الرئاسي ، والقرابين التي يقدمونها اليه من دم الشعب .
ولاينفي هذا وجود وزراء شرفاء كان من الممكن أن يقدموا الكثيرا لمصر بفضل خبراتهم المتميزة ، ولكن سياسة (كف اليد ) وإدعاء الفقر التي كانت ولاتزال سائدة في مصر حالت دون ذلك فآثر بعضهم السلامة بديلا للصدام وأمضى فترة (تجنيده الوزارية ) وغادر بهدور ، وعجل البعض الآخر بخروجه ( مُقالا ) وليس مستقيلا ، لتظل هذه المواقع العليا حكرا على أصحاب ( الحظوة ) والمحاسيب ممن يرضى عنهم الحاكم ، وليتوارى الشعب المصري بمشاكله التي تراكمت وتضخمت في حيز صغير من المشهد يظهر عندما يتذكره الحاكم في المناسبات .
مشاكل مصر لا تختلف عن مشاكل غيرها من دول العالم ، وإحتياجات شعبها لا تتعارض مع إحتياجات باقي الشعوب  ، وتطلعات الشعب تماثل  تطلعـــات الآخرين .
فكيف  نجح الآخرون في العبور بشعوبهم الى شاطئ العالم الأول ( المتقدم ) ، وظلت مصر صاحبة ال (7000 ) حضارة رهينة التخلف في ذيل شعوب العالم الثالث ؟
سؤال  الى أصحاب الضمائر التي لاتزال حية ولم يواريها تراب الموت بعد وكانوا شهودا على هذا العصر ، فليتهم يشهدون .
                محمد الشافعي فرعون 
              الرياض في 13/9/2013........

الأحد، 8 سبتمبر 2013

كلمات اسبايسي - 49

- بعد ما يزيد عن عامين من قيام النظام السوري بالقتل اليومي لشعبه ، أوباما يقرر توجيه ضربة عسكرية لسورية ، والسبب إستخدام النظام السوري مؤخرا  للأسلحة الكيماوية في قتل شعبه حيث رأى أوباما أنها محرمة دوليا ، بينما ما كان يستخدمه بشار من قبل من أسلحة معتمد دوليا ، لذا لزم التدخل .
- التليفزيون المصري وحدة إقتصادية تحقق ايرادات من الاعلانات وبيع البرامج والمسلسلات التي ينتجها  ، وأن تعلن الدكتورة الوزيرة عن بحثها عن قطعة أرض تابعة للوزارة لبيعها لصرف رواتب العاملين بماسبيرو ، فهذا يعني إنصراف المشاهدين تماما عن التليفزيون المصري ، وطالما الرواتب مدفوعة مدفوعة ، أقترح إجازة طويلة للتليفزيون على الأقل لتوفير الكهرباء بماسبيرو .
- الإعلام الخاص بفضائياته وصحفه هو غراب هذا الزمان ، وإذا كان الغراب دليل قوم فبشرهم بالخراب .
- الحالة التي ظهر بها مراسل التليفزيون ( مذيع البيجامة ) مع وزير الداخلية عقب حادث التفجير الذي استهدف موكبه يبين الحالة التي أصبح عليها العاملين بالتليفزيون المصري ، الأمر الذي دعا الوزيرة الى البحث عن قطعة أرض لبيعها وصرف الرواتب ، لن نستغرب بعد ذلك إن ظهر مذيع النشرة بالملابس الداخلية فقط بسبب شدة الحر بالاستوديو نتيجة لبيع أجهزة التكييف لصرف الرواتب المتأخرة .
- جغرافيتها شارع وميدان ، وتاريخها ثلاثة أسطر ، وتحتاج الى دليل ليرشدك الى موقعها بخريطة الخليج العربي  ، وقديما قالت بعوضة لنخلة : إنتبهي فسوف أطير عنك ، فردت النخلة ، أنا لم أشعر بك عند هبوطك ، فكيف أشعر بك عندما تغادرين ، ..... رسالة لأصحاب العقول .
- نجحت الأحزاب المصرية الكرتونية  القديمة ، وما تكون منها بعد ثورة (25) يناير 2011 في أن تظل كرتونية ، الأفضل استخدامها في قنوات الأطفال كبديل لتوم وجيري ، على الأقل يستفيد الصغار .
- بثورة يوليو 1952 قضي عبد الناصر على الطبقية التي كانت منتشرة في المجتمع المصري ، وبموته عادت الطبقية من جديد بشكل آخر ، فأصبح ابن القاضي قاض ، وابن الضابط ضابط ، وابن المذيع مذيع ، وابن الفنان فنان ، وإمتلأت الشوارع والنواصي والمقاهي بإبن الفلاح والحداد والنجار والعامل ، وقامت ثورة (25) يناير 2011 وظلت الشوارع ممتلئة ، وتلتها ثورة  ( 30) يونية 2013 وظلت المقاهي ممتلئة ، فهل نحن في حاجة الى ثورة جديدة أم الى عبد الناصر جديد .
    محمد الشافعي فرعون 
    الرياض في 9/9/2013 ............

الخميس، 5 سبتمبر 2013

وزراء للتصدير لعدم الحاجة

- الحكومة ، أية حكومة في أي مكان في دنيا الأمم المتحدة المتحضرة أو المتخلفة ، لم تتولى مقاليد السلطة ليكتفي أعضائها بالجلوس في المكاتب المكيفة ، واستخدام السيارات الفارهة ، وصرف الرواتب الكبيرة ، وإستثمار لقب ( الوزير ) في إتمام الصفقات المشبوهة ، وإنما جاءت هذه الحكومات لتحل مشاكل شعوبها .
في مصرنا ومنذ ثمانينيات القرن الماضي وربما قبلها وحكوماتنا المتتالية ( والواقع الأليم يشهد ) تتسلم ملفات مشاكل مصر المزمنة من بعضها ، فيسلمها السابق الى اللاحق كما تسلمها ممن كان قبله، وكأنها عهدة أو أمانة مطلوب الحفاظ عليها وتسليمها كما هي ( حفظا للأمانة ) .
وتستطيع أن تطلق على تلك الحكومات المتعاقبة خلال تلك السنوات الطوال ( وأنت مرتاح الضمير ) بحكومات تسيير الأعمال  ، والتي تتولى تسيير أعمال الدولة لحين تعيين حكومة جديدة .
ظلت مشاكل مصر وشعبها تنتقل مع كراسي ومكاتب وسيارات كل وزارة الى الوزارة التي تليها ، حتى تضخمت وفاقت الجبال في حجمها وصعوبة حلها .
فقل الإنتاج الصناعي رغم الزيادة السنوية في عدد المصانع التي يتم إفتتاحها ، وإنخفضت الرقعة الزراعية نتيجة للتصحر والإعتداء عليها بالتوسع العمراني دون تعويض لهذا الفقد أو إيجاد بدائل أخرى للتوسع العمراني ، وزاد الفقر في المجتمع حتى أصبح أكثر من (60% ) من شعب مصر تحت خط الفقر ( وفقا للتقديرات المتفائلة )، وإنتشرت البطالة ، وارتفعت الأسعار ، وقلصت تلك الحكومات المتتالية ( هروبا ) من واجباتها الأساسية خاصة في مجالي التعليم والصحة وحولتهما الى القطاع الخاص الذي جعل منهما تجارة رائجة ، فزادت الجامعات الخاصة ، وإنتشرت المراكز الطبية ( ذات النجوم الخمسة ) ، ليزداد الأغنياء غنى وصحة وتعليما ، والفقراء فقرا ومرضا وجهلا وقهرا .
نجحت تلك الحكومات ( أو تصورت ) أنها ضحكت على الشعب كل تلك السنوات بلوغارتيمات نسب الزيادة في معدلات النمو المحلي ، والناتج القومي ، والموازنة العامة ، والميزان التجاري ، وميزان المدفوعات وغيرها من المصطلحات الإقتصادية التي خلت من المضمون بفضل تلك الحكومات التي لم تكلف نفسها من باب الأمانة الملقاة على عاتقها فتح ملفات تلك المشكلات  ودراستها ومحاولة إيجاد حلول لها ، وإكتفت بتصريحات كانت تحتاج الى ترجمة فورية لمضمونها ليفهما الشعب المصري .
لم تثبت البرديات واللوحات الجدارية بمعابد الفراعنة أن المصري القديم كان يعاني من تدني مستوى رغيف الخبز ، وتلوث مياه الشرب وإختلاطها في الكثير من مناطق المحروسة  بمياه الصرف الصحي ، والإنقطاع المستمر للكهرباء، وغيرها من المتطلبات المعيشية اليومية للمواطن ، وإنما نشأت تلك المشكلات على يد الحكومات المتعاقبة  في عصر ما بعد ثورة يوليو 1952 وورثناها حكومة عن حكومة ، وكانت سببا رئيسيا في إنطلاق ثورة 25يناير 2011 .
 يقرر أحد العالمون ببواطن الأمورفي مصر أن عدد الحكومات التي تشكلت في مصر خلال  الفترة من 1952الى نهاية تسعينيات القرن الماضي تجاوزت (25) حكومة ، بمتوسط  عامين لكل حكومة ، وربما هذا يفسر السبب الحقيقي في نشأة مشكلات مصر الحقيقية وتراكمها وتضخمها ، وبمعدل ( 30 ) وزير في كل حكومة ليصبح العدد الاجمالي لوزراء تلك الحكومات (750 ) وزيرا ، وهذا يثبت أن مصرنا ليست (ولادة ) للمبدعين من العلماء والمفكرين والأدباء والمثقفين والفنانين فقط ، وإنما ، أيضا ( ولادة ) للوزارء ، حيث يكفي العدد المذكور لتوفير إحتياجات حكومات منطقة الشرق الأوسط ، ويتبقى فائضا يمكن تصديره الى باقي دول العالم .
العمل الحكومي وخاصة المراكز القيادية العليا منه تكليفا وليس تشريفا للتباهي به، وعندما يعجز أصحاب تلك المراكز العليا عن القيام بما تمليه عليهم مهام وظائفهم القيادية ، فعليهم التنحي فورا .
أعتقد جازما أنه لن ينصلح حال مصر إلا بوجود تشريع يتم بموجبه محاسبة كبار موظفي الدولة عن إنجازاتهم خلال فترة عملهم ، فمن أحسن فله التقدير والتكريم  ، ومن أساء فله الجزاء والعقاب والإستبعاد .
مجرد أمل لحلم ليته يتحقق ، ومن الأحلام ما يتحقق  .
محمد الشافعي فرعون 
الرياض في 7/9/2013  
 .......