السبت، 6 أبريل 2013

من يقف مع الرئيس ؟

 _  لا يوجد رئيس في ال(199) دولة الأعضاء في الأمم المتحدة تعرض لمثل ما تعرض  ويتعرض له الرئيس محمد مرسي من مؤيديه قبل معارضيه .
فالمعارضة بجميع جبهاتها التي تشكلت حاليا أو التي سيتم تشكيلها في المستقبل قد رفعت راية الحرب منذ خسارة رموزها  وفوز الدكتور محمد مرسي بمنصب الرئاسة  ، وأصبح  لاهم لها سوى معارضة كل ما يصدر عن مؤسسة الرئاسة من قرارات وتصريحات ودعوات ، ومحاولتها الدائمة بكل الوسائل تسفيه هذه التصريحات والقرارات ، والتهوين من قيمتها ، والدعوة الى مليونيات تحت مسميات مختلفة ، تختلف من جمعة لجمعة ، حتى أصبح سكان العمارات وأصحاب المحلات المطلة على الميادين في مصر يكرهون هذا اليوم ، فضلا عن الإعتصامات اليومية والتحريض على المطالب الفئوية ، والوقفات الإحتجاجية  التي لا يمر يوما دون ان تحدث .
وإنقلبت  أحزاب التيار الإسلامي كحزب النور وغيره هي الأخرى على مؤسسة الرئاسة بعد تقديمها لبعض المبادرات ، والتي لم تلق لها مؤسسة الرئاسة إهتماما ( ربما لعدم جدواها ) ، حيث تصورت  هذه الأحزاب خاصة حزب النور أنها شريكا في السلطة عليها أن تأمر وتصدر التعليمات لتقوم مؤسسة الرئاسة بالتنفيذ الفوري لتلك التعليمات .
ولم يغب الإعلام بكل  أشكالة عن الصورة ، وخاصة الفضائيات التي أصبحت تخصص الوقت الطويل لكل من يستطيع أو يريد أن ينتقد مؤسسة الرئاسة بالإستهزاء مرة ، أو بالسخرية ، أو بترويج الشائعات ونشرها وتكرارها وانتقالها من فضائية لأخرى ، أو بتصيد الأخطاء وتضخيمها ، فإنقلب الإعلام هو الأخر على الرئاسة بعدما كان لوقت قريب ( قبل الثورة )  هو لسان النظام وعينه ، ولا يجرؤ ان  ينطق الا بما يريده النظام ولا يرى الا ما يراه النظام ويريده .
وجاءت حكومة الدكتور هشام قنديل بضعفها وعجزها عن تحقيق الحد الأدنى لما يطمح اليه الشعب ، لتضيف عبأ ثقيلا على مؤسسة الرئاسة تضره أكثر مما تنفعه بسبب حالة الإستياء الشعبي وعدم الرضا عن أدائها الهزيل ووعودها الجوفاء وتصريحاتها التي لم يعد يسمع لها أحد أو يثق فيها .
وقفزت جماعة الإخوان المسلمين وحزبها (الحرية والعدالة ) لتحتل الصدارة ، حيث ترى الجماعة ( ولا تزال ) وحزبها أنهم أصحاب الفضل فيما وصل اليه الرئيس بفضل إختيارهم له ودعمهم حتى وصل الى كرسي قصر الاتحادية ، فهم يرونه ممثلا لهم ، عليه أن يتحدث بلسانهم ، ويرى بأعينهم ، ويفكر بعقولهم ، ثم يقوم بالتوقيع على القرارات التي يصدرونها ، وليس هذه إختيارا له ، بل واجب عليه ، فهم من إختاروه ، وهم من أوصلوه الى قصر الاتحادية ليجلس على كرسي الرئاسة ، وما يضمره القلب يظهر على فلتات اللسان بالتلميح مرة وبالتصريح مرات ومرات   للمرشد السابق والحالي  وقيادات الجماعة والحزب ، فالرئاسة عباءتهم التي لن يخرج منها الرئيس ....  ولن يحاول .....  لأن الخروج منها يعني السقوط .
وإنتهاءا بالشعب المصري الذي نفد صبره ، ولم يعد قادرا على  المزيد من  التحمل بعد معاناة السنوات الطوال حتى إنقطعت كل حبال الصبر لديه ، ولم يعد مستعدا لإعطاء فرصا أخرى .
وإجتمع الجميع (رغم الإختلاف الواضح بينهم ) على توجيه أصابع : التقصير واللوم والإتهام والنقد والإدانة والفشل الى مؤسسة الرئاسة عن كل ما يحدث في مصر ، رغم أن الجميع مشتركون في ذلك .
وكأن الجميع (بقصد أو بدون ) قد إتفقوا على  إفشال تجربة أول رئيس مدني يحكم مصر .
لا يوجد رئيس دولة في أي دولة من دول العالم يعمل بمفرده ، أو يستطيع أن يجد حلولا فورية لكل المشاكل مرة واحدة ، خاصة في مصر ، حيث تحولت معظم مشاكلنا الى أزمات مزمنة ، لأنها  ليست وليدة اليوم ولا الأمس ، وإنما تضرب بجذورها الى عشرات وعشرات السنوات الماضية حتى أصبحت كالجبال ، وكما تكونت هذه الجبال في سنوات فهي أيضا تحتاج الى سنوات لهدها وتحويلها الى حدائق .
 وفق الله الرئيس الى ما فيه خير مصر وشعبها ، وأعانه على تحمل التركة الثقيلة من أزمات مصر وشعبها ( مؤيدون ومعارضون وحكومة ) .
                      محمد الشافعي فرعون 
           الرياض في 6/4/2013     ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق