الاثنين، 21 يناير 2013

قمة الرياض والطريق الى تحقيق الحلم العربي

- الإتحاد الأوربي يضم (27) دولة اتحدت إرادتها السياسية في تكوين هذا الإتحاد رغم الإختلافات المميزة لكل دولة عن الأخرى من حيث اللغة والايدلوجيات السياسية والأنظمة الاقتصادية والعملة ، إلا أنها نجحت في تجاوز كل هذه الإختلافات وغيرها من الفروق وتوحدت ، لتثبت للعالم أن الإتحاد ممكن مع كل الإختلافات ، طالما كانت هناك رغبة صادقة وجادة في تحقيقه ، لينتج عن هذا الإتحاد سوق أوربية موحدة ، وسياسات زراعية ودفاعية مشتركة ، وعملة واحدة هي اليورو ، عادت بالنفع على شعوب دول الاتحاد .
في منطقتنا العربية ماتت بذور الإتحادات العربية قبل أن ترى النور رغم الإتفاق في الكثير من العادات والتقاليد واللغة والتاريخ المشترك وغيرهم ، فقد فشل الإتحاد الثنائي بين مصر وسوريا في ستينيات القرن الماضي ، والإتحاد الرباعي بين مصر واليمن والعراق وسوريا ، كما فشل من قبل إتحاد القطرين مصر والسودان .
تأتي قمة الرياض في دورتها الثالثة لتوقظ الأمل من جديد في قلوب كل العرب في إمكانية تحقيق الوحدة العربية لصالح كل العرب ، خاصة وأن جدول أعمال القمة يتضمن الكثير من الموضوعات الإقتصادية  كالربط البري للسكك الحديدية ، وزيادة الاستثمارات والتجارة البينية ، ومشروع الإتحاد الجمركي المقرر تفعيله في عام 2015 م ، بالإضافة الى إتفاقية الإستثمار بالدول العربية وإزالة العوائق التي تحد من نجاحها ، والمشروعات المشتركة بين الدول العربية في مجالات الكهرباء والطيران والبنى التحتية ، ومنطقة التجارة الحرة ، وغيرها من الموضوعات الإقتصادية الحيوية التي تشغل بال الشعب العربي .
كما تأتي هذه القمة في وقت لاتزال المنطقة العربية تشهد فيه الكثير من التحديات التي كانت سببا في إنطلاق قطار الربيع العربي في بعض الدول ، وتوقفه في البعض الآخر حاليا ، ولتظل هذه التحديات هي الوقود الذي يحرك قطار الربيع العربي من دولة لأخرى كالفقر وزيادة معدلات البطالة ، وتراجع معدلات التنمية ، وإنخفاض سقف الحريات  وغيرهم .
نجح الإتحاد الأوربي رغم الإختلافات ، وفشل الإتحاد العربي مع كل الإتفاقات  بسبب عجز الإرادة السياسية العربية عن تحقيق الحد الأدنى من التقارب في وجهات النظر ، وحرصها على التمدد الى الخارج بالمشاركة في أحلاف ، أو ما يسمى بالصداقات مع شرق العالم وغربه ، بديلا عن التحالفات العربية ، وعلى حساب مصالح الشعوب ، وطلبا للحماية والدعم الأجنبي لتمكينها من الجلوس على كراسي الحكم وقلوب شعوبها سنوات وسنوات .
 فهل تنجح قمة الرياض في غرس بذور الوحدة في الأرض العربية المتلهفة اليها ، أم يظل الحلم العربي بالوحدة معزوفة موسيقية للموسيقار محمد عبد الوهاب ومقاطع غنائية تصدح بها أصوات عبد الحليم ونجاة وشادية وغيرهم ؟
                             محمد الشافعي فرعون 
                            الرياص في 21/1/2013   .........

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق