السبت، 30 يونيو 2012

في إنتظار عدالة السماء

- معنى أن يكون لكل فعل رد فعل أن الثورة المضادة أمر طبيعي ، وحالة صحية تؤكد نجاح ثورة (25) يناير2011 ، لأنه لولا إدراك الثورة المضادة ومن وراءها لقوة ثورة (25 ) يناير وخطرها الشديد الذي أصبح يهدد مصالحهم ويصيبها في مقتل ، لما وجدنا ردود الأفعال المختلفة التي ظهرت خلال الفترة الماضية منذ قيام الثورة وحتى الأن  .
لقد أخذت الثورة المضادة أشكال مختلفة ، وألوان متنوعة تغيرت بتغير الظروف والأحداث ، والحاجة التي  فرضها الأمر الواقع ، فكان الفراغ الأمني الذي عم أرجاء مصر ، ولازالت البلاد تعاني منه حتى الأن ، وإنتشار أعمال البلطجة دون خوف أو ردع من الشرطة ، وحرب الإشاعات التي إنطلقت في ربوع مصر بدعم إعلامي مكثف ، وإفتعال الحوادث للصدام مع الثوار في شارع محمد محمود ، ومجلس الوزراء ، وغيرهما من ميادين مصر ، بالإضافة الى اوامر شفوية من جهة سيادية يبدأ اسمها (بالمجلس ) وينتهي (بالعسكري ) يتم صياغتها وإصدارها في شكل قرارات وزارية من وزارة العدل لإعادة تفعيل قانون الطوارئ بشكل مختلف تحت مسمى (الضبطية القضائية ) ، وأحكام يتم إصدارها في سرعة البرق من المحكمة الدستورية العليا ، ترتب عليها حل أول مجلس شعب منتخب بإرادة شعبية حقيقية بدون تزوير ، بالرغم من وجود حالات مماثلة كثيرة محالة الى المحكمة من سنوات لم يتم البت فيها حتى الأن ، كما أن الطاعن عندما تقدم للمحكمة لم يطلب حل المجلس وإنما طعن فقط على الشق الذي يخص المستقلين ، ولكن المحكمة كانت أكرم منه فأصدرت حكمها الذي بموجبه سارع المجلس العسكري بإصدار قراره بحل المجلس ، وتكليفه الفوري للأمن بتأمين المبنى ومنع الأعضاء من دخوله ، ليكتمل المشهد (ولن ينتهي ) بالإعلان الدستوري (المكبل ) الذي تم إصداره قبل إعلان نتيجة الإنتخابات الرئاسية بيوم واحد ليضع الأغلال والقيود في إيدي الرئيس وأقدامه   ( والذي كان معروفا فوزه قبل إعلان النتيجة ) ويحد من صلاحياته ، ويضعه في مأزق قانوني بأدائه اليمين أمام أعضاء المحكمة الدستورية العليا ، فإن رفض أو تأخر أصدر المجلس العسكري على الفور قراره بفراغ المنصب الرئاسي وطلب إعادة الانتخابات الرئاسية من جديد ، وإن وافق ، فقد وافق أيضا على الإلتزام بالقيود الموجودة بالاعلان الدستوري (المكبل )  .
الصورة الآن في وضوح ضوء الشمس في نهار شهر يوليه بعد أن تكاملت أجزائها ، ولم تعد تخفى على أحد ، ولا يستطيع أحد إنكارها أو تضيع معالمها بالطمس والإخفاء .
 أصبح الشعب المصري يعلم تمام العلم من أحسن اليه وأخلص ، ويعلم أيضا من أساء إليه والى ثورته ، ووقت الحساب قادم لامحالة ،  ، فإن كانت عدالة الأرض لم تنصف الشعب وتعيد اليه حقوقه ، فنحن في إنتظار عدالة السماء ، وغدا لناظره ليس ببعيد ، والشعب لا ينسى.
              محمد الشافعي فرعون 
            الرياض في 30/6/2012 

الجمعة، 29 يونيو 2012

لا ........ لمعاول الهدم

- أظن أنه قد آن الأوان لكل الذين طالت ألسنتهم حتى تجاوزت أطوال أجسامهم ليتوقفوا عن القدح في شخصية رئيس مصر الجديد  الدكتور محمد مرسي .
إن كان ذلك كان مقبولا من قبل ( مع التحفظ ) ، وكان يلقى هوى لدى البعض ، ويُرضي في الوقت نفسه غرور من تستهويهم الشهرة ، ويبحثون عن الأضواء التي لا يستحقونها ، حتى ولو جاءت على حساب الآخرين ، فقد آن الأوان أن يتوقفوا لأن الدكتور محمد مرسي أصبح رمزا لمصر وشعبها .
إن الحديث عنه بمثل ما هو حادث من الغمز واللمز ، بالتصريح مرة ، وبالتلميح مرات ومرات لم يعد مقبولا ، وفيه إساءة بالغة الى مصر وشعبها ، قبل أن تكون الإساءة لشخص الدكتور محمد مرسي .
فالتطاول عليه ، ومحاولات النيل منه لا تسمى نقدا ، ولا تقع تحت بند حرية الرأي ، وإنما هي أقرب ماتكون الى جرائم السب والقذف ( وقلة الأدب ) في حق رمز مصر ..... رئيسها .
النقد مطلوب نعم ، ولكنه النقد الذي يصحح المسار ، النقد الذي يبني فيضيف (طوبة ) الى جدار بنيان مصر ليعلوا ، النقد الذي يسلط الأضواء على الخلل ويساعد في علاجه وليس التكسب من وراء كشفه لصالح جهات مشبوهة في داخل مصر  وخارجها  لا تريد للبنيان أن يعلوا  ولا لمصر أن تنهض ، النقد الذي يبني وليس المعول الذي يهدم .
مطلوب الآن منا جميعا ، من كل شعب مصر بكل أطيافه وألوانه وطوائفه أن نقف صفا واحدا خلف الرئيس ، نساعده ، وندعمه ، لندفعه الى الأمام ومعه مصر .
مطلوب أن نكون جميعا يدا واحدة تحمل مع يده هموم الشعب وطموحاته وتطلعاته ، لنصل معه بمصر الى بر الأمان ، والبدء في تحقيق ما نصبوا إليه .
فهل تتوقف هذه الأبواق عن العزف النشاز المنفرد ، وتلك المعاول عن الهدم ، أم أن الطبع غلاب  ؟
 محمد الشافعي فرعون 
 الرياض في 29/6/2012

الأربعاء، 27 يونيو 2012

أشواك في طريق الرئيس

- أثبتت الأيام أن من مساوئ الحكومات المتعاقبة التي تولت إدارة شؤون البلاد عقب ثورة (25) يناير 2011 سواء حكومة تسيير الأعمال برئاسة الدكتور عصام شرف ، أو حكومة الإنقاذ برئاسة الدكتور الجنزوري أنه لم يكن لديها برامج واضحة للتعامل مع متطلبات الثورة ، والتي قامت من أجلها  ، فضلا عن الأزمات التي كانت تنفجر يوما وراء يوم والتي مست عصب حياة المواطن المعيشية والأمنية، والتي كانت في أسوأ حالتها قبل الثورة ، لتضيف هذه الحكومات ( بعد الثورة ) سواء بقصد أو غيره  سوء الى سوء رغم وعودها التي أطلقتها ، وجهودها التي ربما لم تجاوز مقر مبنى رئاسة مجلس الوزراء ، فأضافت هما جديدا الى هم قديم ، وغما الى غم .
تركت هذه الحكومات للرئيس الجديد وحكومته تركة مثقلة بهموم الشعب وأوجاعه ، وتطلعاته ، دون أن تساهم ولو بالنذر اليسير في تخفيف تلك الأوجاع ، أو تحقيق تلك التطلعات .
الرئيس وعد في برنامجه الانتخابي بالكثير ، منها ما سيتم تحقيقه خلال (100) يوم ، ومنها ما سيتم تنفيذه خلال الفترة الرئاسية الحالية ، ومنها ما يحتاج تنفيذه الى وقت أطول يمتد الى عام 2027 .
وعود الرئيس مطلوب ترجمتها الى أرقام بالموازنة العامة للدولة سواء خلال السنوات القادمة أو الموازنة الحالية التي وضعتها حكومة الدكتور الجنزوري قبل أن ترحل ، والتي سيبدأ العمل بها من أول يوليو 2012  والتي عجل المجلس العسكري بالتصديق عليها بعد حل مجلس الشعب الذي كان قد بدأ بالفعل في مناقشتها والتعرف على الفخاخ الموجودة  بها ، فضلا عن العجز الكبير الموجود بها والذي وصل الى (135 ) مليار جنيه لم توضح الموازنة كيفية تغطيته وتمويله ، وتركته ليكون القنبلة الأولى في حياة الحكومة الجديدة .
فكيف سيتمكن الرئيس الجديد الدكتور محمد مرسي وحكومته الجديدة من تنفيذ ماوعد به في ظل موازنة عامة مهلهلة  ، عاجزة عن تحقيق الحد الأدنى من متطلبات الثورة ، وعجز كبير بها غير معروف من أين سيتم تمويله ، وفي ظل إرادة من الأطراف التي إعتمدت هذه الموازنة لوضع الرئيس وحكومته في مأزق ، وطريق مملوء بالأشواك .
فهل يقبل الرئيس وحكومته الجديدة التحدي بتخطي طريق الأشوك وتحقيق ما وعد به ؟
سؤال ستجيب عنه الأيام .
                 محمد الشافعي فرعون 
                الرياض في 27/6/2012    .

الثلاثاء، 26 يونيو 2012

من مانديلا الرئيس الى محمد مرسي الرئيس

- المناضل الأفريقي نيلسون مانديلا أمضى من زهرة شبابه (28 ) عاما قضاها مسجونا خلف قضبان السجن بجنوب أفريقيا لكفاحه ضد التمييز العنصري ، ودفاعه المستميت عن حقوق الأغلبية السوداء بها  .
ورفض مانديلا في سجنه الطويل كل العروض التي عرضت عليه لإطلاق سراحه مقابل أن يتوقف أنصاره عن المقاومة المسلحة ، وفضل مرارة الحبس وقيد الحرية على خيانة مبادئه .
خرج مانديلا من سجنه في 1990 محمولا على أعناق جموع الشعب لينال جائزة نوبل للسلام في 1993 ، وليكون أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا في 1994 بعد أن أثمر كفاحه ، وإنتصر لمبادئه ، وانتهى التمييز العنصري من جنوب افريقيا  الى الأبد .
ودخل الدكتور محمد مرسي السجن عدة مرات ، كان آخرها صباح جمعة الغضب (28) يناير 2011 ، حيث تم اعتقاله مع مجموعة من قيادات جماعة الاخوان المسلمين بسجن وادي النطرون .
وعندما قام الأهالـــــــي بمهاجمة السجن وتحرير من فيه صباح يوم (30) يناير 2011، رفض محمد مرسي ترك زنزانته ، وطلب من الجهات القضائية الانتقال الى السجن للتحقق من موقفه القانون ، وأسباب إعتقاله قبل أن يغادر السجن لعدم حضور أحد .
خرج الدكتور مرسي ليثور مع الثوار من أجل العدالة والحرية والكرامة ، ومصر الجديدة التي ينشدها كل مصري .
وجاء عصر يوم الخميس (21) يونية 2012 لتعلن فيه اللجنة العليا للإنتخابات الرئاسية النتيجة ليكون الدكتور محمد مرسي أول رئيس مدني لمصر .
خرج مانديلا من السجن ليكون أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا ، وخرج محمد مرسي من السجن ليكون أول رئيس مدني لمصر .
ومن تصاريف القدر عندما كان محمد مرسي سجينا كان حسني مبارك رئيسا لمصر ، وأصبح مرسي رئيسا لمصر وحسني مبارك سجينا ، فتلك عظة من عظات القدر وتصاريفه التي لا نملك أمامها ألا أن نقول سبحان الله يعز من يشاء بالرئاسة بعد سجنه  ، ويذل من يشاء بالسجن بعد سلطانه .
                              محمد الشافعي فرعون 
                             الرياض في 26/6/2012

السبت، 23 يونيو 2012

ثرثرة دستورية

- يقول العالمون ببواطن الأمور في مصر ( والعهدة عليهم ) أن حكم المحكمة الدستورية العليا الذي صدر قبل أيام بعدم دستورية قانون الانتخابات البرلمانية ، والذي ترتب عليه حل مجلس الشعب بالكامل ، وليس بطلان عضوية (الثلث ) الذي يخص المستقلين (وفقا لما صرح المستشار المتحدث الرسمي بإسم المحكمة ) بعد صدور الحكم ، لم يستغرق من وقت المحكمة سوى شهرين فقط منذ إحالة القانون اليها وصدور الحكم ، وهذا إنجاز زمني للمحكمة لم يسبق له مثيل من قبل ، فهل يعني هذا : 
أن المحكمة لم يكن لديها عمل خلال تلك الفترة وتفرغت بالكامل لإنجاز هذا الحكم.
أو أن المحكمة تأخذ بمبدأ الوارد أخيرا يصرف أولا ، حسب تاريخ وروده من الأحدث ، ثم الذي قبله ، ثم الذي قبله ، حتى تصل الى المعاملات المحالة اليها من عام 1990 م .
أو أن المحكمة تأخذ بمبدأ الأهمية النسبية للمعاملات التي تحال اليها ، خاصة إن كانت تلك الإحالة بمباركة من جهة سيادية يرتدي أعضائها اللون الزيتي ويبدأ إسمها ( بالمجلس)  وينتهي ( بالعسكري)  .
وللتذكير فقط ( وفقا لتصريحات المحللين القانونيين بوسائل الإعلام ) توجد معاملات محالة الى المحكمة منذ سنوات ولم يتم البت فيها حتى الأن ، منها القانون الخاص بإحالة المدنيين الى المحـاكم  العسكرية والمحال اليها في عام  2005 .
كما أن المهندس الذي تقدم بالطعن على قانون الانتخابات البرلمانية لم يطلب حل مجلس الشعب بالكامل ، وإنما طلب فقط الحكم على دستورية النصوص المتعلقة بالجزء الخاص بالأعضاء المستقلين وهو الثلث  .
نأمل ألا يقتصر كرم المحكمة فقط على قانون الانتخابات البرلمانية ، بل يمتد هذا الكرم ليشمل المعاملات الأخرى المحالة اليها من سنوات ، مع كل التقدير للمحكمة وأحكامها   .
                            محمد الشافعي فرعون 
                           الرياض في 23/6/2012

الاثنين، 18 يونيو 2012

رسالة الى فخامة الرئيس

- التهنئة لك من كل شعب مصر لأنك أصبحت رمزا لمصر وشعبها من الذين صوتوا لك والذين صوتوا لغيرك .
فخامة الرئيس : تذكر أن عيون (90) مليون مصري عليك ، بعضها يخاف عليك ويدعوا الله لك بالتوفيق ، وبعضها يخاف منك ويظن بك الظنون .
وبعضها أحضر (نظارات ) مكبرة لرصد تصرفاتك وتصريحاتك على مدار الساعة أملا في أن تخطئ ولو بغير قصد لتبدأ الحرب ضدك .
فخامة الرئيس : ماوعدت به ليست كلمات ذهبت في الهواء ، وإنما هي عقد من (90) مليون نسخة بينك وبين الشعب المصري ، فإن أنت نسيت أو تناسيت فلن ينسى الشعب .
فخامة الرئيس : من صوتوا لغيرك ليسوا أعداءا لك ، وإنما كانوا يأملون  في العثور على ضالتهم عنده ، وتستطيع أن تجعل منهم أعداء لك إن لم تساعدهم في العثور على ضالتهم طالما أنها حق مشروع لهم .
فخامة الرئيس : بعض ممن سبقوك أضلتهم بطانة السوء بالثناء والمدح والاعلام المضلل (فصدقوهم ) حتى عميت أعينهم ، وسدت آذانهم ، فلم يكونوا يرون إلا هذه البطانة ولايسمعون إلا لها ، ونسوا مصر ومن فيهـــا ، فكان الجزاء من جنس العمل .
فخامة الرئيس : عندما تجلس على الكرسي تذكر من سبقوك في الجلوس عليه ، ولا تنسى أنهم رحلوا وتركوه ، ليأتي عليك الدور ، وسيأتي اليوم الذي ستتركه فيه أنت أيضا لآخر يجلس عليه ، فالكرسي لا يمنح الخلد لمن يجلس عليه ، ولا يحول بينه وبين الموت ، ولايمنعه من دخول السجن .
فخامة الرئيس : لو دامت لغيرك ما وصلت اليك ، ومن بعدك ستصل لغيرك ، والتاريخ لا يرحم ، وبعض من سبقوك يذكرهم التاريخ بالفخر والتعظيم ، وبعضهم وضعه التاريخ في مزبلته غير آسف عليه ، فإختر لنفسك قبل أن يختار لك التاريخ .
فخامة الرئيس : قلت أنك ستكون خادم للشعب ، والخادم لاينام قبل أن ينام الشعب ، ولا يأكل قبل أن يأكل الشعب ، وقمة أمله أن يرضى عنه الشعب .
                                محمد الشافعي فرعون 
                                الرياض في 18/6/2012